الإنجاب رزق من الله تعالى فهو القائل سبحانه (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير)، ولا حرج في الذهاب إلى المتخصصين من أهل الطب لمعرفة أسباب تأخر الحمل أو سقوطه، ولكن لا يجوز بحال الذهاب إلى الدجالين والمشعوذين الذين يستغلون جهل الناس وضعف إيمانهم لابتزاز أموالهم بتضليلهم وخداعهم، وقبل كل ذلك لا بد من التضرع إلى الله بالدعاء الذي علمنا هذا الدعاء (رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين)، ( رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء).

يقول فضيلة الدكتور حسام الدين عفانة – أستاذ الفقه وأصوله – جامعة القدس – فلسطين :ـ
إن كثيراً من الدجالين، والمشعوذين يستغلون الدين للكسب المادي ويستغلون حالات الضعف البشري عند المرضى وعند النساء وخاصة إذا واجهتهن مشكلة عدم الإنجاب .

إن معالجة عدم الإنجاب لا تكون بالذهاب إلى الدجالين والسحرة والمشعوذين، وإنما تكون بالمعالجة الطبية الصحيحة، والحجاب لا علاقة له بالحمل، أو عدم سقوطه، وكل ذلك دجل، وكذب، ولا يجوز تعليق الحجاب، فقد جاء في الحديث عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( من تعلق تميمة فلا أتم الله له ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له ) رواه أحمد . وجاء في رواية أخرى :( من علق تميمة فقد أشرك ) رواه أحمد وصححه الشيخ الألباني .
وعن عبد الله بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :( إن الرقى والتمائم والتولة شرك ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة وابن حبان وصححه الشيخ الألباني .

ولو كان الحجاب من الآيات القرآنية فقط فلا يجوز تعليقه لعموم نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليق التمائم ، وكذلك سداً للذريعة لأن تعليقه يؤدي إلى تعليق غيره ولأن تعليق الآيات القرآنية قد يؤدي إلى امتهانها؛ لأن الإنسان الذي تعلق عليه يحملها في أحواله كلها، ومنها وقت قضاء الحاجة ونحوها .

هذا إذا كان الحجاب من الآيات القرآنية فقط فكيف إن فيه كلمات غير مفهومة فهذه الطلاسم أولى بالمنع من الآيات القرآنية . ينبغي على كل المسلمة تعلق تميمة أن تنزع التميمة وعليها أن تراجع الأطباء ذوي الاختصاص لمعرفة أسباب سقوط حملها.