الأفضل في أذكار الصلاة أن يسبح الذاكر ثلاثا وثلاثين ، ويحمد ثلاثا وثلاثين ، ويكبر ثلاثا وثلاثين ، بأن يفرغ من كل جملة من هذه الجمل ثلاثا وثلاثين مرة قبل أن يبدأ في الجملة الثانية ، ثم يقول في تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ولا مانع من أن يقول الذاكر الأذكار الثلاثة في جملة واحدة ثلاثا وثلاثين مرة ، لكن الطريقة الأولى هي الأفضل .

روى مسلم من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-
من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. فهذا ذكر يقال بعد الفراغ من الصلاة .

قال الحافظ ابن حجر:-
ظاهره يشمل الفرض والنفل، لكن حمله أكثر العلماء على الفرض , وقد وقع في حديث كعب بن عجرة عند مسلم التقييد بالصلاة المكتوبة وكأن هذه الطائفة التي قصرت هذا الذكر على الفريضة قد حملوا الروايات المطلقات على هذه الروايات المقيدة ، أي فهموا الروايات المطلقة في ضوء هذه الرواية.

وقد تعددت الروايات الناقلة لهذا الذكر ، ويفهم من بعض هذه الروايات أن المطلوب للذاكر أن يكون مجموع الذكر ثلاثا وثلاثين ، وليس مائة ، وهذا ما يفهم من رواية الحسن بن صالح ، وعليه فيكون صفة الذكر أن يأتي بها مجموعة فيقول : سبحان الله ، والحمد لله ، والله أكبر في جملة واحدة ، ويكررها إلى أن يبلغ العدد.

جاء في كشاف القناع في الفقه الحنبلي :-
والأفضل أن يفرغ منهن – أي من عدد الكل – معا – يعني يقولها مجتمعة – لقول أبي صالح راوي الحديث – { تقول : الله أكبر وسبحان الله والحمد لله حتى تبلغ من جميعهن ثلاثا وثلاثين ، وتمام المائة – لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

و قال الحافظ ابن حجر:-
يحتمل أن يكون المجموع للجميع ، فإذا وزع كان لكل واحد إحدى عشرة، وهو الذي فهمه سهيل بن أبي صالح كما رواه مسلم من طريق روح بن القاسم عنه، لكن لم يتابع سهيل على ذلك، بل لم أر في شيء من طرق الحديث كلها التصريح بإحدى عشرة إلا في حديث ابن عمر عند البزار وإسناده ضعيف، والأظهر أن المراد أن المجموع لكل فرد فرد .
وفي رواية ابن عجلان ظاهرها أن العدد للجميع لكن يقول ذلك مجموعا،- أي في جملة واحدة – وهذا اختيار أبي صالح حيث جاء في الرواية :( الله أكبر وسبحان الله والحمد لله ” )
لكن الرواية الثابتة عن غيره الإفراد،- يعني جملة جملة – قال عياض: وهو أولى.
ورجح بعضهم الجمع للإتيان فيه بواو العطف ، والذي يظهر أن كلا من الأمرين حسن .
إلا أن الإفراد يتميز بأمر آخر وهو أن الذاكر يحتاج إلى العدد، وله على كل حركة لذلك – سواء كان بأصابعه أو بغيرها – ثواب لا يحصل لصاحب الجمع منه إلا الثلث.

وقال الإمام النووي :-
ذكر الإمام مسلم بعض هذه الأحاديث من طرق غير طريق أبي صالح ، وظاهرها أنَّه يسبِّح ثلاثاً وثلاثين مستقلَّة، ويكبِّر ثلاثاً وثلاثين مستقلَّة، ويحمد كذلك، وهذا ظاهر الأحاديث .

وقد جاءت السنة بهذا الذكر أيضا من غير ارتباط بوقت الصلاة فروى النسائي وغيره بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-
خذوا جِنتكم – يعني وقايتكم – قالوا : يا رسول الله ! أمن عدو قد حضر ؟ قال : لا ، ولكن جنتكم من النار ؛ قولوا : (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر) ؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات،وهن الباقيات الصالحات .
وبينت السنة أنه في هذه الحالة يقولها كيف شاء ففي صحيح مسلم عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :-
أحب الكلام إلى الله تعالى أربع: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر” لا يضرك بأيهن بدأت .