يقول الدكتور عبد الرحمن العدوي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر :ـ

إن الفقير الذي لا يرضى أن يكون غذاؤه من مال حرام، يجب أن يكون مثلاً يُحتذى، وقدوة يقتدي بها لأولئك الذين يستمرئون الأكل الحرام، ولا يبالون بمصدر المال الذي يأكلون منه، ولا يخافون عقاب الله لكل من يكون مأكله حرامًا، أو ملبسه حرامًا، ففي الحديث الشريف: “كل لحم نبت من حرام، فالنار أولى به”. وقد أمرنا الله تعالى أن نتحرى الحلال في كل كسب ونفقة، ونهانا عن أكل أموال الناس بالباطل، ومحاولة إضفاء الصورة الشرعية عليها بغير حق، فقال تعالى: “ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنت تعلمون”.

وعلى كل مسلم محتاج أن يأكل من كسب يده، وسعيه على رزقه الحلال الذي يطمئن إليه، ولا يأخذ مالا حرام من أحد، وإذا أعطاه أحد المحسنين مالا حلالا من طيب نفس دون طلب فله أن يأخذه، ولهم ثواب من الله سبحانه وتعالى على إعانة الفقير على معيشته، وهذا من باب التعاون على البر والتقوى كما أمر الله ـ تعالى ـ في قوله الكريم:”وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب”.

ونقول لكل فقير مهما اشتدت حاجتك فلا تضعف أمام إلحاح من يعطيك من المال الحرام وسيغنيك الله عنهم، وأكثر من تقوى الله، والبعد عما يغضبه، والسعي في كسب الرزق من مصادره التي أحلها الله تعالى.