الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده لم يكلفهم فوق طاقتهم، ورضي منهم ما كان في استطاعتهم، ومن رحمته بعباده أنه رفع الحرج عن الكبير الذي لا يقوى على الصوم؛ أو يقوى عليه مع المشقة، ويكفيه الفدية فيطعم عن كل يوم مسكينا بمقدار وجبتين لكل مسكين.

أما نزيف الرحم فهو استحاضة لا تؤثر على صحة الصيام .

يقول فضيلة الدكتور أحمد طه ريان – أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر-:

يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُممَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ). البقرة : 183، 184، هاتان الآيتان صريحتان في إيجاب الصوم على كل مسلم، أو مسلمة مكلفين، وأن المولى ـ جل علاه ـ رفع الحرج عن كبار السن من الرجال والنساء، ممن لا يستطيع الصوم، أو يستطيعه ولكن مع مشقة بالغة، وذلك بتقديم فدية ( طَعَامُ مِسْكِينٍ) عن كل يوم أفطر فيه، لقوله سبحانه: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) فقد قرئت هذه الفقرة من النص الكريم: ( وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)؛ أي يستطيعون الصوم لكن مع مشقة شديدة.

والفدية تكون بمقدار ما يكفي الفقير غداءً وعشاء في اليوم الواحد، ويمكن إعطاء فدية شهر كامل لإحدى الجمعيات الخيرية، وتوصَى أن تعطي كل مسكين مع نصيبه من الزكاة قيمة الفدية، وتعطي فدية الشهر عن السنة التالية، بحيث يوزع على ثلاثين مسكينًا، ولا يضر أن يكون مساكين الشهر التالي هم مساكين الشهر الأول، وهكذا يفعل في بقية السنوات.

أما نزيف الرحم المستمر بسبب سقوط سقفه، فإنه لا يمنع من صحة الصوم؛ لأنه نوع من مرض الاستحاضة، والاستحاضة لا يُمنع معها الصوم، إذا كان لا يؤثر على صحة المرأة، وكانت مستطيعة له.