التثاؤب إذا أتى بغير قصد وكان الإنسان مضطرا له بسبب تعب أو مرض أو غير ذلك فلا حرج على المسلم في ذلك وما عليه إلا أن يضع يده على فمه كما علمنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

التثاؤب له حالتان:

الحالة الأولى : يكون فيها التثاؤب اختياريا، وقد نصَّ العلماء على كراهة التثاؤب في هذه الحالة ؛ لما فيه من عدم الاعتناء بالصلاة وعدم استحضار معاني ما يقرأ من قرآن أو ذكر أو دعاء، ولمنافاته للخشوع الذي عرفه العلماء بأنه: الخوف الناتج عن استشعار الوقوف بين يدي الله تعالى، وعلى من ابتلي بهذا أن يبادر إلى سد فمه ولو بيده.

الحالة الثانية : التثاؤب الاضطراري، ولا شك أن المرء غير مكلف في هذه الحالة ؛ لأنها حالة اضطرار، إلا أنه مطالب فيها هي الأخرى بسد فمه، ولا شك أن تكرارها يؤذن بعدم استشعار مراقبة الله ؛ لأن التثاؤب من الشيطان. ولا مكان للشيطان في قلب مشغول صاحبه بمناجاة ربه، يشعر صاحبه بأن الله يراقبه، وأنه عليم بذات الصدور، وهو خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه ، وهو أقرب إليه من حبل الوريد.