يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم :

الصلاة فرضًا أو نافلة مبني أمرها على الخشوع لله فيها، وعدم شغل القلب بغيرها، فما ينال المصلي منها إلا ثواب ما عقله منها، فعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الرجل لينصرف –أي من صلاته- وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها، ثمنها، سبعها، سدسها، خمسها، ربعها، ثلثها، نصفها” رواه أبو داود والنسائي وابن حبان.

فالمأموم الذي شغل نفسه في صلاة التراويح بإمساك المصاحف لمتابعة الإمام في قراءته مع أن الله تعالى يقول: “وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون” (الآية 205 من سورة الأعراف).

فمن شأن الإمام أن يكون حافظًا لما يقرأ في صلاته من قرآن، ومن شأن المأموم أن يكون مستمعًا لقراءة الإمام، حتى يتدبر معاني ما يتلى على سمعه، وتأخذه الرهبة من آيات الوعيد وتغشاه البشرى بآيات الوعد بنعيم الجنان في منازل الرضوان، وهو خاشع في صلاته، مقبل على ربه، خافض جناحه لجلال الله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كبر الإمام فكبروا، وإذا قرأ فأنصتوا” صححه الإمام مسلم. ولم يقل صلى الله عليه وسلم فتابعوا قراءة الإمام وأنتم ممسكون بالمصاحف.

وأما الإمام فله جوازًا أن يقرأ من المصحف، وهو يؤم الناس بشرط ألا يتحرك حركات كثيرات تبطل صلاته، وبشرط أن يكون قارئًا على النحو الصحيح في الأداء لكنه غير حافظ، (فإن ذكوان مولى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كان يؤمها في رمضان من المصحف) رواه مالك، ولم يؤثر عنها رضوان الله عليها أنها أمسكت بالمصحف تتابع قراءة إمامها، وكذلك الحال كان بالنسبة لمن صلى مأمومًا من الصحابة والتابعين ومن تابعهم بإحسان، وخير الهدى هدي السلف الصالح.