البعض يورد حديث عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أسروا الخطبة وأعلنوا النكاح…” وحديث آخر “لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه”ويسأل هل يوجد تعارض بين الحديثين؟

الحديث الأول رواه الديلمي في مسند الفردوس بلفظ : ( أظهروا النكاح وأخفوا الخِطبة ) وهو حديث ضعيف ، ضعفه الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (2494) ، وفي ضعيف الجامع الصغير (922) .

لكن قد يكون له شاهد آخر هو قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمةٍ محسود ) رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع (943) .

وهذا الحديث ليس خاص في الخطبة بل عام. 

أما حديث ” لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه” فهو حديث صحيح.

فليس هناك تعارض بين الحديثين لعدم صحة الأول أصلا لكن إن كان من يريد الأخذ بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( استعينوا على إنجاح الحوائج بالكتمان ، فإن كل ذي نعمةٍ محسود ) فهذا من باب الخوف من الحسد فقط لمن يخاف ذلك. 

والحديث الثاني بعدم جواز الخطبة على خطبة شخص، حتى لا يترتب على ذلك إيغار صدره إذا رفضوه وفضلوا عليه الخاطب الثاني، رغبة من النبي -صلى الله عليه وسلم- في توثيق عرى المحبة بين المسلمين نهى عن أن يخطِب الشخص على خطبة أخيه، وأن يبيع على بيعه.