اختلف الفقهاء في أفضلية الأذان على الإمامة، فعند الحنفية والمالكية الإمامة أفضل من الأذان، وذهب الشافعية والحنابلة إلى أن الأذان أفضل من الإمامة، وفي قول للحنفية والمالكية والشافعية أنهما في الفضل سواء، وفي قول آخر عند كل من المالكية والشافعية أنه إن علم من نفسه القيام بحقوق الإمامة وجميع خصالها، فهي أفضل وإلا فالأذان أفضل .

ووقع خلاف أيضا في أفضيلة الأذان على الإقامة، فعند الحنفية وقول عند المالكية الإقامة أفضل من الأذان لكون الأذان يسقط في بعض المواضع دون الإقامة وعند الحنابلة وقول عند المالكية أن الأذان أفضل من الإقامة لزيادته عليها.

ولكن الذي نود أن نشير إليه أنه بجانب المسارعة إلى فعل الخير علينا أيضا أن نحصل أسباب القبول حتى لا يصدق فينا قوله سبحانه في سورة الإسراء (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلنا هباء منثورا) والطريق إلى القبول هو أن نتزود بتقوى الله عز وجل القائل في محكم التنزيل في سورة المائدة (إنما يتقبل الله من المتقين).

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

(اختلف الفقهاء هل الأذان أفضل أم الإمامة ؟

فذهب الحنفية في المعتمد وهو المشهور عند المالكية , وهو قول عند بعض أصحاب الشافعي، ورواية عند أحمد إلى أن الإمامة أفضل من الأذان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم تولاها بنفسه، وكذلك خلفاؤه الراشدون، ولم يتولوا الأذان، وهم لا يختارون إلا الأفضل، ولأن الإمامة يختار لها من هو أكمل حالا وأفضل.

وذهب الشافعية والحنابلة في الراجح عندهما , وهو قول عند الحنفية والمالكية إلى أن الأذان أفضل من الإمامة , لقوله تعالى : (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا)، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها : نزلت في المؤذنين، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) –أي يضربوا قرعة فيما بينهم فمن يخرج سهمه يكون أحق بالأذان من شدة الحرص على الثواب.

وقوله صلى الله عليه وسلم : { المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة }. – ومعنى أطول الناس أعناقا أي أكثر الناس تشوفا لرحمة الله عز وجل لكثرة ما يرون من الثواب، وفي بعض الروايات إعناقا أي مسارعة إلى الجنة، ولقوله صلى الله عليه وسلم : { الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن , اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين } . والأمانة أعلى وأحسن من الضمان, والمغفرة أعلى من الإرشاد، قالوا : كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بمهمة الأذان ولا خلفاؤه الراشدون يعود السبب فيه لضيق وقتهم عنه لانشغالهم بمصالح المسلمين التي لا يقوم بها غيرهم , فلم يتفرغوا للأذان، ومراعاة أوقاته.

قال المواق –من فقهاء المالكية-: إنما ترك النبي صلى الله عليه وسلم الأذان لأنه لو قال حي على الصلاة، ولم يعجلوا لحقتهم العقوبة، لقوله تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لولا الخلافة لأذنت.

وفي قول عند الحنفية والشافعية والمالكية أنهما سواء في الفضل، وفي قول آخر عند كل من المالكية والشافعية أنه إن علم من نفسه القيام بحقوق الإمامة وجميع خصالها، فهي أفضل وإلا فالأذان أفضل .

واختلف الفقهاء كذلك هل الأذان أفضل أم الإقامة ؟ .

فذهب الحنفية وهو قول عند المالكية إلى أن الإقامة أفضل من الأذان، لأن الأذان يسقط في بعض المواضع دون الإقامة , كما في حق المسافر , وما بعد أولى الفوائت , وثانية الصلاتين بعرفة .

وذهب الحنابلة وهو قول عند المالكية إلى أن الأذان أفضل من الإقامة , لزيادته عليها.