ذهب جمهور الفقهاء الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه يجوز تقبيل المصحف ولا حرج في ذلك، فقد فعل ذلك سلفنا الصالح رضوان الله عليهم، وفعل ذلك عبد الله بن عمر وعثمان بن عفان، وعكرمة بن أبي جهل.

ولكن الذي نود أن نشير إليه هو أن الإكرام الحقيقي لكتاب الله أن نجعله دستورا ومنهج حياة، وأن نحل حلاله ونحرم حرامه ونقيم حدوده، نتخلق بأخلاقه ونتأدب بآدابه، نتلوه ونتدارسه ولا نهجره.

جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ما يلي:
ذكر الحنفية : وهو المشهور عند الحنابلة – جواز تقبيل المصحف تكريما له , وهو المذهب عند الحنابلة , وروي عن أحمد استحبابه , لما روي عن عمر رضي الله عنه أنه : كان يأخذ المصحف كل غداة ويقبله , ويقول : عهد ربي ومنشور ربي عز وجل , وكان عثمان رضي الله عنه يقبل المصحف ويمسحه على وجهه . وقال النووي في التبيان : روينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل كان يضع المصحف على وجهه ويقول : كتاب ربي كتاب ربي . ونقل صاحب الدر عن القنية : وقيل : إن تقبيل المصحف بدعة , ورده بما تقدم نقله عن عمر وعثمان . وروي كذلك عن أحمد : التوقف في تقبيل المصحف , وفي جعله على عينيه , وإن كان فيه رفعه وإكرامه , لأن ما طريقه التقرب إذا لم يكن للقياس فيه مدخل لا يستحب فعله , وإن كان فيه تعظيم إلا بتوقيف , ولهذا قال عمر عن الحجر : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك . ولم نعثر في كتب المالكية على حكم لهذه المسألة.