المُقرَّر شرعًا أن مَن صام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا ثُم أتْبَعَه بصيام ستةٍ من شوال كان كصيامِ الدهر (رواه مسلم).

وعلى ذلك فصيام ستة أيام بعد العيد ـ وهو اليوم التالي مباشرة ـ مُستحَبٌّ وله ثواب ، بشرط أن يكون صومُه لله إيمانًا واحتسابًا.

أما إذا كان المسلم قد أفطرَ أيامًا في رمضان بعُذر شرعيٍّ فيَلزمه قضاء ما عليه في رمضان بعد يوم العيد ويُقدّم صيام الفرْضِ على صيام السُّنَّة، وهي الأيام الستة البيض، فإذا كانت الأيام التي أفطرَها المسلم كثيرةً ولا يَتمكَّنُ مِن القضاء والتطوُّع الأيام الستة مِن شوال فله أن يصوم القضاء أولًا ثم يَصوم ستة الأيام البِيض، فإنْ بقِيَ عليه قضاء من رمضان فلْيَقضِهِ بعد شوال لمَا رواه الدارقطنيُّ عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في قضاء رمضان: “إنْ شاءَ فرَّقَ، وإنْ شاءَ تابَعَ. وقد صحَّ عن عائشةَ ـ رضي الله عنها ـ أنها كانت تَقضي ما عليها من رمضان في شعبان ولم تكن تَقضيه فورًا عند قُدرتها على القضاء.

وبناءً على ذلك فإن صوم الفرضِ مُقدَّمٌ على صوم التطوُّع إذا كان شهرُ شوال يَفِي بالقضاء وصيام التطوُّع.

ويمكن لمن عليه قضاء من رمضان أن يصوم الستة من شوال بنية القضاء، فتكفي عن القضاء، ويحصل له ثواب الستة البيض في الوقت نفسه.