وردت الأحاديث الصحيحة بأن في يوم الجمعة ساعة إجابة لا يوافِقها عبد مسلم، وهو يصلِّي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إيّاه كما رواه مسلم.
وقد كثُرت الأقوال في تعيِينها بناءً على النصوص الواردة فيها، حتى أوصلَها ابن القيم إلى أحد عشر قولاً. ومِن أقوى النصوص أنّها ما بَين أن يجلِسَ الخَطيب على المِنبر إلى انتهاء صلاة الجمعة كما رواه مسلم.
وقد قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز (رحمه الله ) في تعيين هذه الساعة :
أرجح الأقوال في ساعة الإجابة يوم الجمعة قولان :
أحدهما : إنها بعد العصر إلى غروب الشمس في حق من جلس ينتظر صلاة المغرب ، سواء كان في المسجد أو في بيته يدعو ربه ، وسواء كان رجلاً أو امرأة . فهو حري بالإجابة ، لكن ليس للرجل أن يصلي في البيت صلاة المغرب ، ولا غيرها إلا بعذر شرعي كما هو معلوم من الأدلة الشرعية .
والثاني : أنها من حين يجلس الإمام على المنبر للخطبة يوم الجمعة إلى أن تقضى الصلاة . فالدعاء في هذين الوقتين حريٌّ بالإجابة .
وهذان الوقتان هما أحرى ساعات الإجابة يوم الجمعة ، لما ورد فيهما من الأحاديث الصحيحة الدالة على ذلك . وترجى هذه الساعة في بقية ساعات اليوم ، وفضل الله واسع سبحانه وتعالى .
ومن أوقات الإجابة في جميع الصلوات فرضها ونفلها : حال السجود لقوله صلى الله عليه وسلم : ( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء ) . رواه مسلم . وروى مسلم رحمه الله في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب ، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) . ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم فقمن أن يستجاب لكم : أي حري .أهـ
والعلة في عدم تعيينها أن يكون اليوم كله طاعة لله ودعاء وعمل صالح وقراءة وذكر .