من المعلوم أن استقبال القِبْلَةِ. شرط لصحة الصلاة لقوله تعالى: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) (سورة البقرة : 144) سواء أكانت الصلاة في الحضر أم في السفر، وهذا في صلاة الفرض، أما في صلاة النَّافِلَة فلا تصح في الحَضَر إلا مع استقبال القِبلة، ولكن في السفر يجوز أن تُصلَّى إلى حيث اتجاه المُسافر، فإذا تعذر معرفة القبلة في صلاة الفرض في السفر فإن المتعين في ذمة المصلي أن يتحراها ؛ لأن ليس له أن يصلِّي إلى غير جهتها . وإذا كانت الصلاة مما تجمع جاز له الجمع .

استقبال القبلة في صلاة النافلة للراكب في الطائرة:

يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (رحمه الله ) :
الراكب في الطائرة إن كان يريد أن يصلي صلاة نفل فإنه يُصلي حيث كان وجهه ولا يلزمه أن يستقبل القبلة ؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي على راحلته حيثما اتجهت به إذا كان في سفر .

استقبال القبلة في صلاة الفريضة للراكب في الطائرة:

وأما الفريضة فلا بد من استقبال القبلة ، ولا بد من الركوع والسجود إذا أمكن وعلى هذا فإن من تمكن من هذا في الطائرة فليصل في الطائرة ، وإن كانت الصلاة التي حضرت وهو في الطائرة مما يُجمع إلى ما بعده كما لو حضرت صلاة الظهر فإنه يؤخرها حتى يجمعها مع العصر أو حضرت صلاة المغرب وهو في الطائرة يؤخرها حتى يجمعها مع العشاء .

ويمكن سؤال الملاحين لمعرفة اتجاه القبلة ، واغتنام فرصة ثبات مسار الطائرة بعد استقرارها في الجو لتأدية الصلاة قائماً مستقبل القبلة ، فإن لم يمكن واستطاع أن يؤخر الصلاة إلى ما بعد الهبوط دون أن يخرج الوقت ليتمكن من استقبال القبلة قائماً على الأرض فليفعل ذلك ؛ فإن عجز عن ذلك خشية خروج الوقت فليصلِّ على حسب حاله في الطائرة ، وصلاته صحيحة ، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها .