إجهاض الجنين في أي مرحلة من مراحل تخلقه- ابتداءً من مرحلة النطفة إلى مرحلة نفخ الروح- حرام؛ سواء كان إجهاض هذا الجنين لعدم الرغبة فيه، أو لتحديد النسل، أو لتنظيم الأسرة، أو نحو هذا من العلل العليلة. واتباع الطرق الحديثة لتحديد جنس الجنين، أو لاختياره عن طريق اللعب في الجينات الوراثية حرام؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق بالبنات والبنين؛ إذ قال الحق سبحانه: “يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا”، فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهب هذه الذرية أيًا كان جنسها، وما علينا إلا الرضا بما وهب الله سبحانه وتعالى، وإلا كنا جاحدين لما أنعم به علينا. وهذا العبث الذي يترتب عليه التحكم في الجنين- حرّمته الشريعة الإسلامية؛ لأنه من قبيل تغيير خلق الله، وتغيير خلق الله حرام، فقد قال الحق سبحانه وتعالى على لسان إبليس: “ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليًا من دون الله فقد خسر خسرانًا مبينًا”. وإذا كان هذا محرمًا فإنه لا تنفع معه دية ولا كفارة ولا نحوهما؛ وذلك لأن مثل هذه لا تجدي فتيلاً مع ما حرم الله سبحانه.