الإسلام يدعو إلى تيسير المهور ، وينظر إلى الحياة الزوجية بعيدا عن الماديات التي تعكر صفوها ، وإنما أوجب المهر لإظهار جدية الزوج في الزواج ، ويمنع إرهاق الزوج بالمبالغة في ماديات الزواج .
كما أنه يجعل للمرأة حق اختيار زوجها الذي سترتبط به ارتباطا وثيقا على الدوام ، ويرفض إجبارها على الزواج ممن لا ترغبه .
كما أنه يأمر المؤمنين بالتوكل على الله والأخذ بأسباب النجاح في كل أمر خيّر ، ويرفض اتباع الشعوذة والتنجيم ، ويقرر أنه لا يعلم الغيب إلا الله ، وأنه لا يدبر الأمر ويقدر الأقدار إلا الله تعالى.

يقول الأستاذ الدكتور محمد البهي ، من علماء الأزهر ـ رحمه الله:

1 – المَهر في نظر الإسلام وإنْ كان أمرًا أساسيًّا في الزواج، يُعطَى مِن الرجل إلى المرأة، ولكن يُعطَى كمِنحة وهدية منه، تعبيرًا عن رغبته في الاقتران بها، وليس كثمن لها، تختلف قيمتُه، تَبعًا لاختلاف منزلة المرأة الاجتماعية، أو تبَعًا لمَا يَترقَّب مِن منافع مادية منها.
ولذا يكفي في المهر عند الشافعيّ أن يُعلِّم الزوجُ زوجتَه بعض سُور القرآن الكريم. وتعليم القرآن أبعد ما يكون عن مقياس الاقتصاد في مجال الثمن والسلعة.

2 – الغلوُّ في المهر إذنْ خارج عن مُحيط الزواج، كما ينظر إليه الإسلام، تدفع به إلى حياة الناس عواملُ التأثُّر بالقيَم المادِّية، وإخضاع الإنسان في تقديره إلى المستويات المادية وحدها، أو قبل المستويات النفسية والعقلية والسلوكية للرجل والمرأة، ويُروَى عن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه خطب ذات مرة فقال: “أَلا لا تُغالوا بصَداق النساء؛ فإنها لو كانت مَكرُمة في الدنيا، أو تقوى عند الله كان أولاكم بها النبي، .

3 – ما يفعله العامة من استخدام المنجمين والعرافين لمعرفة هل سيكون هذا الزواج سعيدا أو غير ذلك فلا قول المُنجِّمين، ولا خبر العرَّافين يكشف عن غَدِ الناس ومستقبلهم؛ إذْ علم ذلك لله وحده، ويُروى عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ قوله: “مفاتيح الغيْب خمسٌ لا يَعلمها إلا اللهُ: لا يعلم ما تَغيض الأرحام إلا الله، ولا يَعلم ما في غدٍ إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المَطر أحدٌ إلا الله، ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموت إلا الله.. ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله”.. (انتهى)