ليس هناك دليل شرعي يحرم الحب بين الجنسين ،ولكن الحب المباح هو الذي لا يسعى إليه الإنسان،بل يجد الإنسان ميلاً قلبيًا تجاه فتاة معينة ،وكذلك الفتاة ،ثم لا يترك هذا الأمر للتبادل بالخطابات والمكالمات الهاتفية ،فإن هذا منهي عنه شرعًا،وإنما يتوج بتقدم الشاب لأهل الفتاة لخطبتها،فإن تمت الموافقة ،فهذا فضل من الله ونعمة،وإن لم تتم، التزم كل من الشاب والفتاة الآداب الشرعية ،وقطع كل منهما صلته بالآخر،حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً،ولابد من التفريق بين الحب ،وبين مجرد الميل للجنس الآخر الذي هو ظاهرة طبيعية بين الشباب والفتيات في سن المراهقة ،فمثل هذه العلاقة إن لم يتقدم الشاب لخطبة الفتاة ،فيجب قطع الصلة،ولا يجوز التواصل بينهما بحجة أنهما سيكونان زوجين مستقبلاً،فإن الغيب لله ،لا يعلمه إلا هو.

يقول الدكتور محمد البهي عميد كلية أصول الدين الأسبق بجامعة الأزهر –رحمه الله -:

إنَّ مُبادَلة الميل القلبيّ لا يستطيع أحدٌ أن يحكم عليه بالحُرمة إلاّ إذا أصبحَ طريقًا لعبَث تتحطّم معه كرامة الشابّة وأنوثتها أيضًا، قبل كَرامة الشابّ ومسؤوليته، ومستقبله.

ولكنَّ النصح لكل مسلم أن يفرُغ أولاً من رسالته في التعليم، ولا يعرِّض حياته لهِزّة قد لايحتملها، قبل أن يباشِر مسؤوليته كمُرب، أو زوج، وأب،. فليوفِّر الوقتَ والجُهد الآن إلى الدراسة. وله بعد ذلك في حياته امتداد زمنيٌّ واسع يستطيع فيه أن يكون زوجًا سعيدًا مع من يريدها ويميل إليها. والفتيات كثير والحمد لله، والتكاثُر البشريُّ في تزايد.

ويقول الدكتور عبدالرازق فضل الأستاذ بجامعة الأزهر:

لو كان للكلمات مَحكَمة تَتقدم إليها طالبةً النَّصَفَةَ والانتصارَ لنَفسها لتقدمت كلمةُ الحب إلى هذه المحكمة عَجْلَى حَسْرَى غير وانيةٍ؛ ذلك أن الناس دَنَّسُوا معنى هذه الكلمة، حتى صارت تَنطلق على كل مَن نَزَتْ به غرائزُه فاستباح لنفسه نَظرةً أو كلمةً أو لقاءً تجاه مَن ليست بذاتِ رحِمٍ محرم منه، وفي هذا التصرُّف مُخالفة صريحة واجتراء مَرذول على أمر الله الذي أمر بغَضِّ البصر وحفْظ الفرْج، وجعَلَ ذلك شرط الفلاح للفرد والمُجتمع.انتهى

كما لا ننسى طبيعة العلاقة بين الجنسين من حيث الفطرة،فالرجل فتنة للمرأة ،والمرأة فتنة للرجل ،والحل في هذا هو الزواج الشرعي القائم على الحب والمودة ،أما خارج نظام الأسرة التي شرعها الإسلام ،فإنه يكون مجرى غير طبيعي ،لا يقبل إذا ترك له العنان .

يقول الشيخ عطية صقر أحد كبار علماء الأزهر – رحمه الله تعالى – :

إن الصداقة بين الجنسين في غير المجالات المشروعة تكون أخطر ما تكون في سن الشباب، حيث العاطفة القوية التي تغطي على العقل، إذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، وبخاصة ما يمس منها الشرف الذي هو أغلى ما يحرص عليه كل عاقل من أجل عدم الالتزام بآداب الصداقة بين الجنسين في سن الشباب كانت ممنوعة، فالإسلام لا ضرر فيه ولا ضرار، ومن تعاليمه البعد عن مواطن الشبه التي تكثر فيها الظنون السيئة، والقيل والقال، ورحم الله امرأ ذب الغيبة عن نفسه.

ولا يجوز أن ننسى أبدا شهادة الواقع لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم “ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” رواه البخاري ومسلم.