يقول الشيخ مصطفى أحمد الزرقا بقوله:
إن رأيي في الجوائز التى التى تمنحها بعض الشركات للمشترين منها، هو التمييز بين الهدايا البسيطة التي هي من عادة التجار وعرفهم (أن من يشتري كمية كبيرة من البضائع عندهم يقدمون إليه هدية بسيطة تقديرية وترغيبية له كعبارة عن لعبة أولاد أو قطعة أو قطعتين زيادة عما اشتراه)، وبين هذه الهدايا ذات القيمة الكبيرة التي يجري عليها سحب بطريقة السحب على اليانصيب بالأرقام، فيفوز بها أحد حاملي هذه البطاقات (الكوبونات) من الزبائن.
فتلك الهدايا البسيطة المعتادة بين جميع التجار لمن يشتري كمية كبيرة أو مجموعة من الأصناف هي حلال لأنها تقدمه تعبيرية عن تقديرات التاجر لذلك الزبون.
أما الهدايا ذات القيمة الكبيرة كالسيارة والثلاجة، مما يجري عليه سحب بحسب أرقام القسائم التي يعطونها لمن يشتري ما لا يقل عن مقدار معيَّن من المشتريات، ثم يسحب دوريًا على القسائم لاستحقاق تلك الهدية الثمينة، والتي أصبح المشترون يشترون من عند هذا التاجر لأخذ هذه القسائم، فلا أراها إلا من قبيل اليانصيب التجاري الذي هو اليوم في نظر علماء الشريعة ضَرب من المقامرة محرَّم يأثم فيه الطرفان التاجر والزبون، ولا يكون ما يستحقه بهذه الطريقة حلالاً، ولا سيما أنه يضرُّ اقتصاديًا بصغار التجار الذين لا يملكون مثل هذه الوسائل القمارية المغرية، فيصرف عنهم الناس ويخرجهم من السوق، وهذا ضررّ اقتصادي كبير، والله سبحانه أعلم .
وقال الشيخ يوسف القرضاوي:
أنا أؤيد هذا النظر الفقهي العميق، وأرى –إضافة إلى ذلك- أن هذا الأسلوب هو –في النهاية- إغلاء لقيمة السلع على حساب عموم المستهلكين، وهو يعُبر عن النمط الغربي الذي يغري الناس بكثرة الاستهلاك للسلع، وإن لم يكن بهم حاجة إليها، على خلاف المنهج الإسلامي الذي يحثُ على الاعتدال أبدًا.