صلاة الجمعة فرض عينٍ على الصحيح المقيم إذا كان رجلاً بالغًا عاقلاً، وذلك لقول الحق سبحانه وتعالى: “يأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله”، فقول الحق سبحانه وتعالى “فاسعوا” فعل أمر، وهو يقتضي الفردية والوجوب.

فالسعي لصلاة الجمعة وشهودها فرض عين على من توافرت فيه شروطها السابقة؛ ومن ثم فإن من يتركها لغير عذر فهو آثم، ولهذا فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من ترك ثلاث جمع تهاونًا، ختم الله على قلبه”، وهذا دليل على أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلم توافرت فيه بقية شروطها. وهي وإن كانت بديلاً عن الظهر إلا أن تركها استغناءً بصلاتها ظهرًا بغير عذر يوقع تاركها في إثم عظيم.

هذا إذا لم يكن مريضًا، أو مسافرًا، لأنه لا جمعة على مريض أو مسافر، أو صبي، أو عبد، أو امرأة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.