أما تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّها الذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ حِينَ الوَصِيّةِ..) الآية الكريمة. فالآية تتعلق بالإشهاد على الوصية لإثباتها وعدم كِتمانها أو التلاعُب فيها.

فينبغي الإشهاد على الوصية من العُدول يشهد عليها اثنان منهم، وإذا كان المسلم في سفر فيلتمس الإشهاد أيضًا وإذا لم يجد مَن يشهد عليه من المسلمين فمِن أهل الكتاب. فإن رَضِيَ أهل الميت بهذه الشَّهادة وإلا شدَّدوا عليهما أن يستحلفا بعد الصلاة، فإن تبيَّن كذِبهما فيحلِف اثنان من أوليائهما على الحقِّ.

ومن هنا نلمح العناية بالوصية والحث عليها وهذا ما نلمسه في سُنّة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “ما حقّ امرئ مُسلم له شيء يُوصِي فيه يَبيت فيه ليلتين في رواية: ثلاث ليالٍ إلا ووصيته مكتوبة عنده” متّفق عليه.

وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كنا عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فجاءه رجل فقال: يا رسول الله، مات فلان، فقال: أليس كان معنا آنفًا، قالوا: بلى. قال سبحان الله، كأنَّها أخْذة على غَضَب، المحروم من حُرِم وصيتَه. رواه أبوه يعلى بإسناد حسن.