سدت الشريعة كل الأبواب المؤدية لافتتان كلا من الجنسين بالآخر ، فأمرت بغض البصر ، وحفظ الفرج ، وستر العورة ؛ لأن النظر للجنس الآخر وخاصة مكان العورة مدعاة للافتتان ، قال الله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ) النور/30 ، 31 .

والصور التفصيلية للعورات من أجل الدراسة، لم ترسم إلا لتوضيح هذه الأماكن حتى تُدرس دراسة صحيحة، والأمر في الواقع قد يزيد على ذلك، حين يتعلم طلاب كليات الطب هذه المسائل من الواقع، وعلى المرضى، ولا بد لهم من ذلك حتى يتعرفوا على كل جزء في الجسد، ويمكن لهم أن يعالجوه، فالمسألة هنا ليست من باب التسلية، وإنما من باب التعلم والتعليم، وهي ضرورة تبيح للطالب أن يرى العورة، وأن يطلع عليها، فضلاً عن أن يرى صورتها، والضرورات تبيح المحظورات، ولكن لا بد أن ننبه إلى أن هذا الأمر يبقى في حدود الضرورة، وألا يكون المقصد منه نشر الفاحشة بين الناس.

قال النووي: ”  أصل الحاجة كاف في النظر إلى الوجه واليدين ، وفي النظر إلى سائر الأعضاء يعتبر تأكد الحاجة … وفي النظر إلى السوأتين يعتبر مزيد تأكد “. انتهى “.