قال ابن قدامة فى المغنى :
( 5674 ) فَصْلٌ : وَصَنْعَةُ التَّصَاوِيرِ مُحَرَّمَةٌ عَلَى فَاعِلِهَا ; لِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ : { الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , يُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ } . وَعَنْ { مَسْرُوقٍ قَالَ : دَخَلْنَا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بَيْتًا فِيهِ تَمَاثِيلُ , فَقَالَ لَتِمْثَالٍ مِنْهَا : تِمْثَالُ مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : تِمْثَالُ مَرْيَمَ , قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : إنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمُصَوِّرُونَ } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا , وَالْأَمْرُ بِعَمَلِهِ مُحَرَّمٌ . كَعَمَلِهِ .

و قال فى الإنصاف :(يَحْرُمُ تَصْوِيرُ مَا فِيهِ رُوحٌ . وَلَا يَحْرُمُ تَصْوِيرُ الشَّجَرِ وَنَحْوِهِ).
وَقَالَ فِي الْوَجِيزِ : وَيَحْرُمُ التَّصْوِيرُ , وَاسْتِعْمَالُهُ . وَكَرِهَ الْآجُرِّيُّ وَغَيْرُهُ الصَّلَاةَ عَلَى مَا فِيهِ صُورَةٌ . وَقَالَ فِي الْفُصُولِ : يُكْرَهُ فِي الصَّلَاةِ صُورَةٌ , وَلَوْ عَلَى مَا يُدَاسُ .

وقال فى كشاف القناع :
فَصْلٌ ( وَيَحْرُمُ عَلَى ذَكَرٍ وَأُنْثَى لُبْسُ مَا فِيهِ صُورَةُ حَيَوَانٍ ) لِحَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ , الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ { لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ أَوْ كَلْبٌ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . ( وَتَعْلِيقُهُ ) أَيْ : مَا فِيهِ صُورَةٌ ( وَسَتْرُ الْجُدُرِ بِهِ ) لِمَا تَقَدَّمَ ( وَتَصْوِيرُهُ كَبِيرَةٌ ) لِلْوَعِيدِ عَلَيْهِ فِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم { إنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ } ( حَتَّى فِي سِتْرٍ وَسَقْفٍ وَحَائِطٍ وَسَرِيرٍ وَنَحْوِهَا ) لِعُمُومِ مَا سَبَقَ لَا ( افْتِرَاشِهِ وَجَعْلِهِ ) أَيْ : الْمُصَوَّرِ ( مِخَدًّا ) فَيَجُوزُ ( بِلَا كَرَاهَةٍ ) .

قَالَ فِي الْفُرُوعِ : لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم اتَّكَأَ عَلَى مِخَدَّةٍ فِيهَا صُوَرٌ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِدُونِ هَذِهِ الزِّيَادَةِ . ( وَتُكْرَهُ الصَّلَاةُ عَلَى مَا فِيهِ صُورَةٌ , وَلَوْ عَلَى مَا يُدَاسُ , وَالسُّجُودُ عَلَيْهَا ) أَيْ : الصُّورَةِ ( أَشَدُّ كَرَاهَةً ) لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم { لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ } وَيَأْتِي مَا فِيهِ فِي صِفَةِ الصَّلَاةِ ( وَلَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ ) لِلْخَبَرِ السَّابِقِ قَالَ فِي الْمُبْدِعِ : وَالْمُرَادُ بِهِ : كُلُّ مَنْهِيٍّ عَنْ اقْتِنَائِهِ .

وقال فى مطالب أولي النهى :
( فَصْلٌ ) ( وَحَرُمَ عَلَى ذَكَرٍ وَأُنْثَى لُبْسُ مَا فِيهِ صُورَةُ حَيَوَانٍ ) لِحَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ : ” سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ , صلى الله عليه وسلم يَقُولُ { : لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ أَوْ كَلْبٌ } مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ . ( وَتَعْلِيقُهُ ) أَيْ : مَا فِيهِ صُورَةٌ . ( وَسِتْرٌ جُدِّرَ بِهِ ) لِمَا تَقَدَّمَ . ( وَتَصْوِيرُهُ , وَلَوْ بِسِتْرٍ , وَسَقْفٍ وَحَائِطٍ ) عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ , ( وَهُوَ ) – أَيْ : تَصْوِيرُ ذِي الرُّوحِ – ( كَبِيرَةٌ ) لِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم { إنَّ أَصْحَابَ هَذِهِ الصُّوَرِ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , وَيُقَالُ لَهُمْ : أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ } . و ( لَا ) يَحْرُمُ ( افْتِرَاشُهُ , وَجَعْلُهُ ) – أَيْ : الْمُصَوَّرِ – ( مِخَدًّا ) بَلْ يَجُوزُ بِلَا كَرَاهَةٍ ” ; لِأَنَّهُ صلى الله عليه وسلم اتَّكَأَ عَلَى مِخَدَّةٍ فِيهَا صُورَةٌ ” رَوَاهُ أَحْمَدُ . ( وَكُرِهَ صَلَاةٌ عَلَى مُصَوَّرٍ ) وَلَوْ عَلَى مَا يُدَاسُ , ( وَسُجُودٌ ) عَلَيْهِ ( أَشَدُّ ) كَرَاهَةً لِحَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ , وَتَقَدَّمَ . . وَلَا بَأْسَ بِلَعِبِ الصَّغِيرَةِ بِلُعَبٍ غَيْرِ مُصَوَّرَةٍ , أَوْ مَقْطُوعٍ رَأْسُهَا , أَوْ مُصَوَّرَةٍ بِلَا رَأْسٍ وَلَا بِشِرَائِهَا نَصًّا لِلتَّمْرِينِ .