كل ما في الوجود مما نبصره وما لا نبصره دليل وآية على وجود الله تعالى والإنسان بكل ما فيه وكل ما يصدر عنه دليل على وجود الله وحده.
ويمكن أن نجمل بعض الأدلة على وجود الله في الآتي :
أولاً : دليل الفطرة : فخلق كل إنسان ناطق إقرار ودليل بوجود الله تعالى ووحدانيته، وكذلك فكل مولود يولد على الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
ومهما أحاطت النفس ظلمات الكفر أو الشك فهي في حالة من أحوالها تحس وتشعر بقدرة الله تعالى، من خالقها ومن محييها ومن مميتها ومن رازقها {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } من يجيب المضطر في ظلمات البر والبحر وأجواء السماء وفجاج الأرض إلا الله.
{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ؟ قالوا : بلى شهدنا } سورة الأعراف
فأنت أنت أيها الإنسان دليل على وجود الله خالقك.
ثانياً دليل العقل :
1-إن الإنسان لم يخلق نفسه ولا أولاده ولا الأرض التي تقله ولا السماء التي تظله، والبشر الذين ادعوا الألوهية من دون الله لم يزعموا لأنفسهم خلقاً ولا نفعاً ولا ضراً { أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين }.
ومن المعلوم والمقطوع به أن شيئاً في الكون لا يحدث من تلقاء نفسه فلم يبق إلا خالقه، الله وحده (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون)، فلننظر إلى مظاهر الإبداع والعظمة في كل كائن من بشر أو حيوان أو نبات أو جماد، كلها ناطقة بوجود الله الذي خلقها وحده.
ويسمي العلماء هذا الدليل : دليل الإبداع .
وأيضاً هناك دليل العناية :
والناظر في الكون وكل المخلوقات من حوله يرى أنها كلها صغيرها وكبيرها محكومة بسنن وقوانين في غاية الدقة والنظام ( الشمس والقمر بحسبان ) ( كل في فلك يسبحون ) وما وصل ويصل إليه علم الإنسان في كل زمان ومكان من كشف للسنن وأسرار للعلم كلها تبرهن بالدلالة على وجود الله ويسمي العلماء هذا الدليل : ( دليل العناية ).
ثالثاً دليل الحركة :
في كل أرجاء الكون {وفي أنفسكم أفلا تبصرون } ، من الذي خلق ويهيمن على حركتها وسكونها ونظامها في مستقرها ومجراها، من الذي يمسك بها أن تزول أو تتوقف، { إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده ) فاطر.
رابعاً دليل الحدوث :
فلكل واحد من المخلوقات بداية معروفة ونهاية مقدرة، بل وكل عناصر الكون كذلك، فكل ما عدا الله سبحانه أنشأه الله وخلقه من عدم وأحدث وجوده، إننا وغيرنا من المخلوقات لم نكن شيئاً ثم كنا بقدرة الله ومشيئته فمن كوَّنَنا وأحدثنا ؟ إنه الله الواحد { هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاجٍ نبتليه }، وخالق الإنسان ومحدثه هو خالق الكائنات كلها، { الله خالق كل شيء } سبحانه لا نحصى ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض } {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض }.

ومن أكبر دلائل وجود الله تعالى ولو لم يوجد إلا هو لكفى ما تراه من ضياء وبهاء على وجوه أهل الإيمان والعلم والطاعة، وما تراه من سواد وظلمة على وجوه أهل الكفر والمعصية قال تعالى { والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعاً من الليل مظلما }، قال تعالى عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم { محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود }

وما أحسن ما قاله الشاعر

تأمل في نبات الأرض وانظر       إلى آثار ما صنع المـــليك

عيون من لجين شاخصات     بأبصار هي الذهب السبيك

على قضب الزبرجد شاهدت   بأن الله ليس له شـــــريك.