الاستمتاع الحقيقي يكون بالتوافق والمقدمات التي تستدعي هذا الاستمتاع، وكمال هذا الاستمتاع لا يتم إلا إذا كانت الزوجة راغبة في الجماع، أما إذا كانت غير راغبة فالاستمتاع هنا لا يكون إلا من طرف واحد، وإذا تكرر ذلك لعلها تبغض هذا الفعل وتتأثر نفسيًّا، فعليه أن يكثر من الألفاظ المستدعية لذلك: “وقدموا لأنفسكم”، وأن يتصارح معها، حتى لا تدعه يحتاج لغيرها، فهو قد اختارها ويحبها ولا يحب أن يأتي غيرها، ومن الحق أن تطيعه.

أما إذا كان يصرُّ على هذا الأمر بأي كيفية وفي وقت بلا موافقة منها على ذلك، فيكون هو الذي أخطأ في حق نفسه، ونحن ندعوه بأن يكون لطيفًا رقيقًا بتقديم الهدايا، وأن يتعطر، وأن يكون رفيقًا رحيمًا، يراعي ظروفها، وألا يهجم عليها هجومًا، ولا يطلب ذلك لنفسه دون أن تشاركه هي في الاستمتاع، فعليه أن يجعلها طالبة كما هو طالب، بالتصارح وغيره من الأسباب.

ولا تدعي الزوجة أنه لا يستطيع أحد يأخذ منها زوجها، ولا تعتمد على أنها زوجة وأم لأولاده، وأنه لا يقدر أن يتزوج غيرها.