لا بأس من أن يكون الضرب وسيلة من وسائل تعديل سلوك الطلاب أو الطالبات، شرط ألا يكون هذا الضرب ضارًّا بدرجة أن يؤدي إلى إفساده كوسيلة من وسائل التقويم والتأهيل.

لا بأس في ذلك ؛ فالمعلم والمعلمة والوالد كل منهم عليه أن يلاحظ الأولاد ، وأن يؤدب من يستحق التأديب إذا قصَّر في واجبه حتى يعتاد الأخلاق الفاضلة وحتى يستقيم على ما ينبغي من العمل الصالح ، ولهذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرِّقوا بينهم في المضاجع ” ، فالذَّكر يُضرب والأنثى كذلك إذا بلغ كل منهم العشر وقصَّر في الصلاة ، ويؤدَّب حتى يستقيم على الصلاة ، وهكذا الواجبات الأخرى في التعليم وشئون البيت وغير ذلك ، فالواجب على أولياء الصغار من الذكور والإناث أن يعتنوا بتوجيههم وتأديبهم لكن يكون الضرب خفيفاً لا خطر فيه ولكن يحصل به المقصود . مجموع فتاوى الشيخ ابن باز ” ( 6 / 403 ) .

وينبغي التنبه إلى أنه لا يجوز للمعلم أن يقسوَ في ضربه ولا أن يزيد على عشرة أسواط إلا أن يتعدى الطالب على شرع الله ، أما فيما يتعلق بدراسته وتحضيره لها : فلا ينبغي له أن يزيد على ذلك القدر .

عن أبي بردة الأنصاري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا يُجلد أحدٌ فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله . رواه البخاري ( 6456 ) ومسلم ( 3222 ) .

وفي رواية للبخاري ( 6457 ) :

” لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حدٍّ من حدود الله ” .

قال ابن القيم – رحمه الله – :

فقوله صلى الله عليه وسلم : ” لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ” يريد به الجناية التي هي حق لله .

فإن قيل : فأين تكون العشرة فما دونها إذ كان المراد بالحد الجناية ؟ .

قيل : في ضرب الرجل امرأته وعبده وولده وأجيره , للتأديب ونحوه , فإنه لا يجوز أن يزيد على عشرة أسواط ; فهذا أحسن ما خُرِّج عليه الحديث . اهـ. ” إعلام الموقعين ” ( 2 / 23 ) .

وليس الضرب هو الطريقة الوحيدة لحث الطالب على المذاكرة ، وإنما ينبغي أن يجمع المدرس بين الترغيب والترهيب على حسب ما يراه يؤدي إلى المصلحة المقصودة ، فيثني على الطالب الجيد ويشجعه عن طريق الهدايا والجوائز وإعطائه درجات عالية لمشاركته وحرصه ، ويخوف الطالب المقصر بالضرب تارة وبالحرمان من بعض الدرجات تارة وبالتعنيف بالكلام تارة أخرى أو باستدعاء ولي أمره ونحو ذلك .

وينبغي أن يكون قصد المدرس مصلحة الطالب لا مجرد العقاب .