يوجب الإسلام على المسلم أن يكون بارًا بوالديه، وصولاً لرحمه، وإن كانوا كفارًا بدين الإسلام، وحسبنا هنا قول الله تعالى في بر الوالدين: “وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما، وصاحبهما في الدنيا معروفًا” لقمان: 15.
والمسلم مطالب ببر غير المسلمين بالإحسان إليهم، كما أنه حين يحسن خلقه مع أهله وأرحامه من غير المسلمين، إنما يحبب إليهم الإسلام، ويرغبهم فيه، بخلاف ما إذا عاملهم بغلظة وفظاظة وجفاء.

زيارة المسلمات الجدد لقبور أقاربهم من غير المسلمين:

لا مانع شرعا من مشاركة المسلمات الجدد لأهلهم في زيارة موتاهم ولا سيما إذا كان امتناعها من ذلك سيؤدي إلى سوء العلاقة بينها وبينهم وقد شرع الإسلام زيارة مقابر الكفار للعظة والاعتبار وقد أذن الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يزور قبر أمه آمنة بنت وهب، ولم يأذن له أن يستغفر لها. والاتعاظ بالموت لا يقتصر على المسلمين، بل هو أمر يعم المسلمين وغيرهم، وقد جاء في صحيح البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم مروا عليه بجنازة فقام لها واقفًا، فقالوا: يا رسول الله إنها جنازة يهودي! فقال: “أليست نفسًا؟!”؛ فلا مانع إذن أن تشارك المسلمة أقاربها في ذلك، ناوية الاتعاظ بزيارة المقابر، وتذكر الآخرة، فهذا هو المقصود من زيارة القبور، فهي في الأصل لمصلحة الزائر قبل المزور، وإن كانوا يرتكبون أشياء مخالفة للشرع الإسلامي، فتتجنبها، ولا تتبعهم فيها.