جاء فى فقه الحنفية أنه يسن تحية المسجد بركعتين يصليهما فى غير وقت مكروه قبل الجلوس .‏
لقوله صلى الله عليه وسلم (‏إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلى ركعتين)‏ قالوا والمراد غير المسجد الحرام فإن تحية المسجد الحرام تكون بالطواف كما قالوا وأداء الفرض ينوب عنها، وكذا كل صلاة أداها عند الدخول بلا نية التحية .‏

وجاء فى كتاب زاد المعاد فى هدى خير العباد للأمام الجليل الحافظ أبى عبدالله محمد بن أبى بكر الشهير بابن قيم الجوزية بالجزء الثانى بالصحيفة رقم ‏65 ما نصه (‏ومن هديه صلى الله عليه وسلم أن الداخل إلى المسجد يبتدئ بركعتين تحية المسجد، ثم يجئ فيسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله، فإن تلك حق الله تعالى والسلام على الخلق هو حق لهم، وحق الله فى مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فإن فيها نزعًا معروفًا، والفرق بينهما حاجة الآدمى وعدم اتساع الحق المالى لأداء الحقين بخلاف السلام -‏ وكانت عادة القوم معه هكذا -‏ يدخل أحدهم المسجد فيصلى ركعتين ثم يجئ فيسلم على النبى صلى الله عليه وسلم .‏

ولهذا جاء فى حديث رفاعة بن رافع أن (‏النبى صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس فى المسجد يومًا .‏
قال رفاعة ونحن معه إذ جاءه رجل كالبدوى فصلى فأخف صلاته، ثم انصرف فسلم على النبى صلى الله عليه وسلم فرد النبى صلى الله عليه وسلم عليه ولم ينكر تأخير السلام عليه صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد الصلاة )‏

وعلى هذا فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه قوم جالسون ثلاث تحيات مترتبة: -‏
أن يقول عند دخوله -‏ بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
ثم يصلى ركعتين تحية المسجد.
ثم يسلم على القوم‏.