المصارعة بين الإنسان والإنسان عمل قديم، ولها أغراض عدة، فإن كانت من أساليب الاستعداد للجهاد والدفاع عن الحرمات فهي مشروعة.
أما مصارعة الثيران فالظاهر فيها أنها من باب المفاخرة بالشجاعة؛ لأن قصد الخير فيها غير واضح، ولذلك فهي غير مشروعة لأمرين:
الأول: أن فيها إيذاء للحيوان بدون مبرِّر، بمعنى أنه سينتهي إلى موته، ولحمه لا يؤكل شرعًا؛ لأنه لم يذبح بالطريقة الشرعيّة، أخرج الشافعي وأبو داود والحاكم وصححه حديث:” ما من إنسان يقتل عصفورًا فما فوقها بغير حقِّها إلا سأله الله عنها” قيل: وما حقها يا رسول الله ؟ قال ” يذبحها ويأكلُها ولا يقطع رأسها ويرميها” نيل الأوطار للشوكاني ” ج8 ص 130، 142 ” .
الثاني: أن مصارعة الثيران مخاطرة قد تؤدي إلى قتل الإنسان بدون هدف مشروع، والله يقول:( وَلا تُلْقُوا بَأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ( سورة البقرة : 195 ) .
وذلك إلى جانب ما فيها من قصد الفخر والرياء، وما يصاحبها من منكرات تلزم لإعداد الحلبة والشهود الذين يحضرون، مع عدم الحاجة إليها، فإن التمرين على المصارعة الحلال موجود بدون هذه المخاطر.