الولي هو الذي تولّى أوامر الله بالتنفيذ، وتَولاه الله بالرعاية. قال تعالى: (ألاَ إنَّ أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عَليهِمْ ولا هم يَحزنونَ. الذين آمَنُوا وكانوا يتَّقونَ . لهم البشرى في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة لا تَبديل لكلماتِ الله ذلك هو الفوز العظيم) (سورة يونس: 62 ـ 64).
ففي هذه الآيات مواصفات الأولياء: (آمَنُوا وكانُوا يتّقون) حيث تولوا أوامره بالتنفيذ عقيدة وعملاً ، فالتقوى هي امتثال الأوامر واجتناب النواهي، في كل قطاعات النشاط البشري، في العِبادات والمعاملات والأخلاق، وفي كلّ شيء.
وفيها جزاؤهم (لا خوفٌ عليهِمْ ولا هم يَحزنون) لا يخافون من المستقبل ولا يحزنون على الماضي: (لَهُمُ البُشرَى في الحياة الدُّنيا وفِي الآخِرة) حيث تولاّهم الله برعايتِه رعايةً شاملة في حياتهم الدنيا، وحياتهم الآخرة.
والكَرامة أمر خارق للعادة يُظهره الله على يد شخص صالح، أما ما يظهر على يد فاسق أو كافر، فهو استدراج قال فيه ربّ العزة (فذَرْنِي ومن يُكذِّب بهذا الحديثِ سنستدرِجُهم من حَيثُ لا يعلمونَ . وأُملِي لهم إنّ كَيْدي مَتينٌ) (سورة القلم : 44، 45).
والكَرامة للولي غير لازمة أن تكون في الدنيا، فهي ليست للدعاية والكسب والتحدِّي، وقد يدّخرها الله في الآخرة، والأولياء الصالحون لا يطلبون كرامة ولا يُحبّون أن يُعلنوها لو حدَثت.
إن الحديث في هذا الموضوع طويل ومن الكتب التي استوفته، الرسالة القشيريّة.