جاء في “التَّرغيب والترهيب” للحافظ المنذري: رُوي عن جابر بن عبد الله وأبي سعيد الخُدْري ـ رضي الله عنهما ـ قالا، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” الغِيبَة أشدُّ من الزِّنا” قيل كيف؟ قال: “الرجل يَزْني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغِيبَة لا يُغْفَر له حتى يَغْفِرَ له صاحبُه” رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الغيبة، والطبراني في معجمه الأوسط والبيهقي، ورواه البيهقي أيضًا عن رجل لم يُسَمّ عن أنس، ورواه عن سفيان بن عُيَيْنَة غير مرفوع وهو الأشبه. يَعني هذا الحديث ليس منسوباً إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بطريق صحيح، وهو مِن قول بعض الصحابة ولعلَّه يُريد بذلك التنفير والتحذير، والتعليل بعدم مَغْفِرَة الغيبة إلا بمغفرة من اغْتِيب موجود أيضًا في الزِّنا إذا كان بالغَصْب، فلا يُغْفَر إلا بمسامحة المَزْني بها، أو من له حق من زوج أو ولِّي.

هذا والمحرمات كلها معاصٍ يجب البعد عنها دون تفريق بين الصغائر والكبائر، ولا بين كبيرة وما هو أكبر منها، وعند التوبة من المعاصي لكل منها طريقة تختلف عن الأخرى وبخاصة الكبائر مع التنبيه على أن الإصرار على الصغيرة يَجعلها كبيرة.