صحّ في الحديث أن جبريل ـ عليه السلام ـ سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أمارات السّاعة، فقال “أن تَلِدَ الأمةُ ربَّتَها” يعني أن المرأة الرّقيقة غير الحُرّة تَلِدَ بِنتًا تكون هذه البنتَ حرّة وسيدة مالكة لأمها.

جاء في شرح صحيح مسلم “ج 1 ص 158” قال الأكثرون من العلماء: هو إخبار عن كثرة السَّراري : ـ الإماء ـ وأولادِهن . فإن ولدَها من سيدها بمنزلة سيّدها؛ لأن مال الإنسان صائر إلى ولده، وقد يتصرّف فيه في الحال تصرّف المالكين إما بتصريح أبيه له بالإذن، وإما بما يعلمه بقرينة الحال، أو عُرْف الاستعمال.

وقيل: معناه إن الإماء يلدْنَ الملوك، فتكون أمُّه من جملة رعيّته، وهو سيّدها وسيّد غيرها من رعيّته، وهذا قول إبراهيم الحربي.

وقيل: معناه أنه تفسد أحوال النّاس فيكثر بيع أمّهات الأولاد في آخر الزمان ـ وبيعهن حَرام ـ فيكثر تَردادها في أيدي المشترين حتى يشتريها ابنها ولا يَدري.

يقول النووي بعد سَرد هذه الأقوال: إن هناك أقوالاً أخرى غير ما ذكرناه، ولكنّها أقوال ضعيفة جِدًّا أو فاسدة فتركتها . أهـ.

وهذا القدر كافٍ في فهم معنى أن تلدَ الأمّة ربَّتْها، وخصلاته فساد الزمان.