نحن مكلفون بالإيمان بالملائكة إجمالا، ولا نكلف بمعرفة أسمائهم إلا ما نص عليه القرآن أو الحديث الصحيح لأن عددهم كبير كما قال الله سبحانه (وما يعلم جنود ربك إلا هو) (سورة المدثر: 31) والنص إما على الاسم الشخصي مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل، ومنكر ونكير، ورضوان خازن الجنة ومالك خازن النار. وعزرائيل مشهور بأنه هو ملك الموت وإن كان اسمه لم يرد في القرآن الكريم.
وإما أن يكون النص على النوع مثل حملة العرش والكتبة الذين يحصون أعمال العباد. والحفظة وغيرهم.

وعزرائيل هو الملك الموكل بقبض الأرواح، قال تعالى (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) (سورة السجدة: 11) ويقال: إن الله اختاره لذلك؛ لأنه هو الذي تجرأ وأخذ من تراب الأرض ليخلق الله منه آدم على الرغم من أنها استعاذت من الملائكة الذين حاولوا قبله أن يأخذوا منها التراب، وهذا كلام وهب بن منبه والزهري وليس له سند صحيح “مشارق الأنوار للعدوي ص 16”

وملك الموت ككل نفس سيموت والذي يقبض روحه هو الله سبحانه.

وجاء في مشارق الأنوار أيضًا “ص 13” أن له أعوانا بعدد من يموتون، وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن نفسين اتفق موتهما في طرفة عين، واحد بالمشرق والآخر بالمغرب كيف قدرة الملك عليهما؟ قال: ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والهواء والبحور إلا كرجل بين يديه مائدة يتناول من أيها شاء. وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال : قيل: يا رسول الله، ملك الموت واحد والزحفان يجتمعان بين المشرق والمغرب وما بين ذلك من السخط والهلاك، فقال “إن الله حوى الدنيا لملك الموت حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم، فهل يفوته منها شيء”.

وأخرج أحمد والبزار وصححه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان ملك الموت يأتي الناس عيانا، فأتى موسى عليه السلام فلطمه ففقأ عينه، فأتى ربه فقال: يا رب عبدك موسى فقأ عيني ولولا كرامته عليك لشققت عينه، قال له: اذهب إلى عبدي موسى فقل له: فليضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة وارت يده سنة، فأتاه فقال له: ما بعد هذا؟ قال: الموت. قال: فالآن . قال: فشمه شمة فقبض روحه ورد الله عليه عينه، فكان بعد ذلك يأتي الناس خفية.

وذكر الشعراني بعد أن حكى رواية للإمام الترمذي بمثل هذا ـ أن موسى فقأ عين ملك الموت بإذن الله من ربه عز وجل ؛ لأنه معصوم . ولذلك لم يعاتبه الله على ذلك ” مشارق الأنوار ص15 ” .
كما أورد حديثا عن أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفيه دخول ملك الموت بيت داود عليه السلام ـ وكانت فيه غيرة ـ فقبض روحه . كما نقل أن الطبراني أخرج عن الحسين أن

جبريل هبط على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يوم موته وأخبره أن ملك الموت استأذن على الباب، وما استأذن على أحد قبلك، وأن الملك قال : إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك، إن أمرتني أن أقبض نفسك قبضتها وإن كرهت تركتها، وقد أذن له النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قبضها ” المرجع السابق ” .

وجاء في المواهب اللدنية للقسطلاني وشرح الزرقاني ” ج8 ص 285 ” أن جعفر الصادق بن محمد الباقر أخبر عن أبيه محمد بن علي ابن الحسين أنه قال : لما بقى من أجل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث نزل عليه جبريل وساق الكلام المذكور، وجاء فيه أن جبريل قال للنبي : يا رسول الله هذا آخر موطئ من الأرض، إنما كانت حاجتي من الدنيا . وذكر الزرقاني أن عدم نزول جبريل بعد ذلك إنما هو النزول بالوحي المتجدد، فلا ينافي ما ورد في أحاديث أنه ينزل ليلة القدر ويحضر قتال المسلمين مع الكفار، ويحضر من مات على طهارة من المسلمين، ويأتي مكة بعد خروج الدجال ليمنعه من دخولها وفي زمن عيسى عليه السلام ليس بشرع جديد .