أورد الإمام الغزالي هذا الحديث في كتابه “الإحياء” ج 3 ص 67 وعلَّق عليه العراقي بما نصُّه: قال ابن طاهر في كتاب التذكرة: هذا اللفظ تداوله العامّة ولم أقف له على أصل يُرجع إليه من رواية صحيحة ولا سَقيمه ، حتى رأيتُ حديثًا لمحمد بن عبد الرحمن بن السلماني عن ابن عمر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ “إذا كان في آخر الزمان واختلفت الأهواء فعليكم بدِين أهل البادية والنِّساء” وابن السلماني له عن أبيه عن ابن عمر نسخة كان يُتَّهَم بوضعها، انتهى، وهذا اللفظ من هذا الوجه رواه ابن حبان في الضعفاء في ترجمة ابن السلماني.

هذا وقد جاء في تفسير القرطبي “ج 7 ص 332” النصّ على بعض المتكلِّمين الذين يرفضون إيمان مَن لم يعرف الله بالطُّرق والأبحاث التي عيّنوها، وقال: هذا تضييق لرحمة الله. وأورد حادثة الأعرابي الذي بال في المسجد فانتهره أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: اللهمَّ ارحمني ومحمدًا، ولا ترحَم معنا أحدًا، فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ “لَقَدْ حَجَّرْتَ واسِعًا” خرجه البخاري والترمذي وغيرهما،

فلم يَعرف الأعرابي ربّه بالدليل والبرهان، وأن رحمته وسِعت كلَّ شيء واكتفى منه الرسول بالنُّطق بالشهادتين. كما ذكر أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأل الجارية السوداء “أينَ الله” ؟ فقالت: في السّماء ثم سألها “مَن أنا”؟ فقالت أنت رسول الله، فقال لسيّدها “أعتِقْها فإنّها مؤمِنة” ولم يكن هناك نظر ولا استدلال، بل حكم بإيمانِهم من أول وهْلة، وإن كان هناك عن النظر والمعرفة غفلة.