جاء في المواهب اللدنية للقسطلاني وشرحها للزرقاني “ج 4 ص 220” عند الكلام على مشى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّه لم يكن له ظِلّ في شمس ولا قَمر، وعلّله ابن سبع بأنه كان نورًا، وعلّله رزين بغلبة أنوارِه، وقيل: إن الحِكمة في ذلك صِيانة ظِلّه عن أن يَطأه كافِر. ونفي أن يكون له ظِلٌّ. رواه الترمذي الحكيم عن ذَكوان مولى عائشة ورواه ابن المبارك وابن الجوزي عن ابن عباس بلفظ: لم يكن للنبيّ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ ظِلّ،ولم يقُم مع الشّمس قط إلا غلب ضَوؤه ضَوءَ الشّمس، ولم يقُم مع سِراج قطُ إلا غلب ضوء السراج. وقال ابن سبع: كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ نوراً، فكان إذا مشى في الشمس أو القمر لا يَظهر له ظِلّ، وقال غيره: ويَشهَد له قوله ـ صلّى الله عليه وسلم ـ في دُعائه لما سأل الله أن يَجعل في جميع أعضائِه وجِهاته نورًا ختَم بقوله: “واجْعلني نورًا” أي والنور لا ظل له،

وبه يتم الاستشهاد. هذا ما نُقِلَ وليس فيه نص قاطع أو صحيح، ولا مانع أن يكون ذلك تكريمًا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكونه نورًا لا يتحتّم منه ألا يكون له ظِلّ، فهو نور للعالمين برسالته الخالدة.