سؤال الإنسان على ما قدم من عمل أمر مقطوع به في القرآن والسنة، ويكفي قول الله تعالى: (فلنَسْأَلَنَّ الذِينَ أُرْسِلَ إليهم ولَنَسْأَلَنّ المُرْسَلينَ) (سورة الأعراف : 6) أما اللغة التي يُسأل بها الإنسانُ فعلمها عند الله.

ومن المؤكَّد الذي تُقِرُّه العقول أن المسؤول سيَفهم ما يوجّه إليه من أسئلة حتى يستطيع الرّدَّ عليها، أما كيف يَفهم فلا يوجد نصٌّ يحدِّده، والله ـ سبحانه ـ يقول في المحاورة بين الإنسان وأعضائه التي تشهد عليه: (وقَالُوا لجُلودِهمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقْنَا اللهُ الذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيءٍ) (سورة فصلت : 21) ويقول: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعملونَ) (سورة النور : 24).

فمن الجائز ـ وهو الأقرب للمعقول مع أن قوانين الآخرة غير قوانين الدّنيا ـ أن يكون السؤال لكلِّ إنسان بلغته، ومن الجائز أن يكون بلغة موحّدة يستطيع أن يفهمَها كل إنسان. وذلك بقدرة الله الذي أنطق كل شيء، كما أنطق الأعضاء الصّمّاء. وهل هي العربيّة أو السّريانيّة أو غيرهما؟ ذلك ما لا دليل عليه، فلنترك ذلك إلى الله، ولنَستعِدّ للجوابِ بالعمل الصّالح.