ستر الأضْرِحَة لم يَرِدْ فيه حديث خاص، وإنما جاء حديث عام ينهى عن كِسْوَة الحجارة، فقد روى البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ خَرج في غزاة، فأخذت نَمَطًا ـ النمط ضربٌ من البُسُط له خمل رقيق ـ فسترته على الباب، فلمَّا قدِم رأى النَّمط فجذبه حتى هتكه ثم قال: “إنَّ اللهَ لَمْ يَأْمُرْنَا أَنْ نَكْسَو الْحِجَارَةَ وَالطِّين”.

والسِّر في ذلك أن فيه ضياعًا للمال بدون فائدة، وفي الحديث أن الله كَرِهَ إضاعة المال، كما رواه البخاري ومسلم.

ويُستثنى من عموم عدم كِسوة الحجارة كِسوة الكعبة فإنها كانت معهودة قبل الإسلام، على الخلاف في أول من كساها “تاريخ الكعبة المعظمة لحسين عبد الله باسلامه” ص 244 ولم ينه الإسلام عن كِسوتها، بل جاء في الروايات أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كساها بالقباطي والحبرات، كما كساها أبو بكرٍ وعمر وعثمان ومازالت تُكسى إلى الآن دون مُعارض، وتفصيل ذلك في الكتاب المذكور.