جاء في “الترغيب والترهيب” للحافظ المنذري ج4 ص 124 ما يلي: روى أحمد بإسنادٍ رواته مُحْتَجٌّ بهم في الصحيح حديث قَبْض الروح وسؤال الملكين، وجاء فيه أن العبد المؤمن يأتيه رجل حَسن الوجه حَسن الثياب طيِّب الريح فيقول له: أبشِر بالذي يَسرُّك، هذا يومك الذي كنت تُوعَد، فيقول: من أنت فوجهك الوجه الحسن يَجيء بالخيْر؟ فيقول: أنا عملك الصالح.

وجاء فيه عن الكافر: ” ويأْتيه رجل قَبيحُ الوجْه قبيح الثياب مُنْتِن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت تُوعَد ، فيقول: من أنت فوجهك الوجْه القبيح يجيء بالشر؟ قال: أنا عملك الخبيث”.

ومما يدل على أن العمل هو الذي يُصاحب الميت في قبره، بصرف النظر عن كون الله يجعله في صورة رجل أو لا، قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الميِّت حين يُشَيَّع إلى قبره، إن المشيعين يتركونه في القبر، ويعودون إلى بُيوتهم، ولا يُصاحبه في قبره إلا عملُه – فقد روي البخاري ومسلم أنه قال “يَتْبع الميت ثلاث: أهله وماله وعمله” فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله”، وفُسِّر المال في الحديث بالعبيد المملوكين له.