موضوع التمثيل أثير مؤخراً بين فقهاء المسلمين ووضع في مجال البحث التأصيلي، فرأى بعض العلماء أنه ضرورة من ضرورات العصر، وأن التحديات التي تواجه الأمة في المجال الإعلامي ينبغي أن تدفع الفقهاء إلى التفكير في مخارج فقهية جديدة لمواجهة هذه التحديات، ووضعوا لذلك ضوابط شرعية عامة، ملخصها أن يكون هذا التمثيل ملتزماً بما يوافق الشريعة، وهادفاً إلى منفعة الخلق.

واستدلوا لذلك بنصوص القرآن الكريم التي تحكي قصص الأنبياء، كقصة آدم وحواء عليهما السلام، وابني آدم، وقصة خليل الله ابراهيم، وقصة موسى، ويوسف وغير ذلك. هذا من جهة الحكم الشرعي فيما يتعلق بالتمثيل بشكل عام.

وفي موازاة ذلك أثيرت قضايا متعلقة بالعمل في هذا المجال كقضية جواز تمثيل المرأة، ودار فيها نقاش بين المؤيدين بضوابط شرعية ولهم دليلهم، وبين المعارضين المستندين إلى عمومات الأحكام الشرعية فيما يتعلق بالستر، وحرمة النظر إلى المرأة، وغير ذلك من الأمور المصاحبة للتمثيل والمستندة إلى الواقع الفاسد الذي يعيشه الناس في زماننا.

وفي عموم الأحوال فإن التمثيل من حيث المبدأ لا مخالفة شرعية فيه، إلا إذا خالطه ما يخالف الشرع من انحلال وفساد ودعوات سيئة تؤدي إلى انحراف المجتمع.