أختلاف العلماء في الفرق بين القضاء والقدر :

اختلف العلماء في الفرق بين القضاء والقدر، وانقسموا في ذلك إلى فريقين:

الفريق الأول: قالوا لا فرق بين القضاء والقدر، فكل واحد منهما في معنى الآخر، فإذا أطلق أحدهما شمل الآخر، وهذا هو القول الراجح لأمور:

الأول: أن الذين فرقوا ليس لهم دليل واضح من كتاب أو سنة يفصل في القضية.

الثاني: استعمال أحدهما في موضع الآخر يدل على أنه لا فرق.

الثالث: أنه لا فائدة من وراء هذا التفريق، فقد وقع الاتفاق على أن أحدهما يطلق على الآخر.وعليه، فلا مانع من تعريف أحدهما بما يدل عليه الآخر.

الفريق الثاني: من فرق بين القضاء والقدر، وهؤلاء اختلفوا كثيراً في بيان هذا الفارق، وأحسن فارق أبدوه هو: أن القضاء اسم لما وقع، وما لم يقع بعد فهو القدر.

حكم قول شاءت قدرة الله أو قول شاءت القدرة الألهية :

ثم إنه لا يصح أن يقال: شاءت القدرة الإلهية أو شاءت يد القدرة الإلهية أو نحوها.. كقول بعضهم: شاءت قدرة الله.

وقد سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- عن حكم قول: شاءت قدرة الله وشاء القدر؟ فأجاب بقوله:

لا يصح أن يقال: شاءت قدرة الله لأن المشيئة إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول: اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن الشيء إذا وقع: هذه قدرة الله أي مقدوره، كما تقول: هذا خلق الله أي مخلوقه، وأما أن نضيف أمرا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.

ومثل هذا قولهم: شاء القدر كذا وكذا،وهذا لا يجوز لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لهما، وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر. انتهى من مجموع الفتاوى والرسائل له المجلد الثالث صـ114.