قصة تخفيف العذاب عن أبي لهب كل أثنين يوم القيامة لأنه أعتق جاريته فرحا بمولد النبي –صلى الله عليه وسلم- هذه قصة مكذوبة لم يثبت صحتها سندا؛ ولأن الثابت أن أبا لهب أعتق ثويبة بعد الهجرة، أضافة إلى ذلك أن هذه القصة تتعارض مع صريح القرآن الذي أخبرنا بخلود الكفار في النار وأنه لن يخفف عنهم العذاب.

يقول فضيلة الدكتور صلاح الصاوي –الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة-:

قصة تخفيف  العذاب عن أبي لهب لفرحه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وإعتاقه جاريته ثويبة بناء على ذلك فهي قصة مردودة للأسباب الآتية:

1- أن أبا لهب عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لم يعتق ثويبة يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أعتقها بعد ذلك بدهر طويل، أعتقها بعد الهجرة .

2- أن عروة راوي هذا الأثر قد رواه رؤيا منام عن شخص مجهول.

3- أن عروة تابعي، والتابعي لا تقبل روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يذكر اسم الصحابي الذي أخبره بالرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر معروف عن طلاب العلم ، فكيف إذا كانت الرواية من تابعي ، عن مجهول ، تحكي رؤيا منام ؟؟؟ ظلمات بعضها فوق بعض .

4- لا يصح أن يردّ المسلم أمراً شرعياً ثابتاً بالقرآن والسنة برؤيا منام؟ فالكافر المعاند المكابر ليس له في الآخرة إلا العذاب الشديد في جهنم .وأبو لهب نزل عليه الحكم بأنه سيصلى ناراً ذات لهب وهو حي يرزق ، لأنه كان يكره النبي صلى الله عليه وسلم ويكره الإسلام والمسلمين . فهل نرد ذلك كله برؤيا منام !!!

5- قول الله عز وجل  في شأن أبي لهب:” ما أغنى عنه ماله وما كسب”والجارية من ماله، فكيف يصح قول من قال: أن إعتاقها كان سببا في تخفيف عذابه؟

6- قول الله عز وجل   في شأن الكفار عامة: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِم ْلَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُون” –  البقرة: 161 ،162-،  وقوله تعالى: “وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا” –الفرقان: 23 – وكل ذلك ظاهر الدلالة في بطلان هذا الأثر.