الحكم في ذلك يتبع طبيعة المعروض على شاشة التلفاز:

فإن كان من المنكرات الظاهرة، كصور النساء والعورات وحفلات الرقص والغناء فلا يجوز تسبيح الله وذكره سبحانه في مثل هذه المواقف، لما فيه من امتهان ظاهر لذكر الله تعالى، والله سبحانه وتعالى يقول: ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) الحج:32 ، وقد كره العلماء إدخال شيء فيه ذكر الله تعالى أماكن التخلي وقضاء الحاجة، كما كرهوا قراءة القرآن أثناء بعض الأحوال التي لا تليق: كالتثاؤب، وخروج الريح وغيرها – كما في “التبيان” للنووي (ص166) فكيف بذكر الله في حال المعصية والمجاهرة بها ! لا شك أن كراهة ذلك أشد وأعظم.
وأما إذا كانت المَشاهد والبرامج  التي تعرض من قبيل المباح أو المستحب من البرامج النافعة، فلا حرج من ذكر الله سبحانه وتسبيحه أثناء مشاهدتها.
وقد قالت عائشة رضي الله عنها: ( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ) رواه مسلم (373).
كما كان من هدي السلف رضوان الله عليهم ترطيب اللسان بذكر الله تعالى على جميع الأحوال: حتى كان أبو الدرداء يسبح في اليوم مائة ألف تسبيحة. ابن سعد في “الطبقات” (3/500).
وكان أبو مسلم الخولاني يرفع صوته بالتكبير حتى مع الصبيان. سير أعلام النبلاء” (4/10)، وكان أحمد بن حرب إذا جلس بين يدي الحجام ليحفي شاربه يسبح، فيقول له الحجام: اسكت ساعة، فيقول: اعمل أنت عملك، وربما قطع من شفته وهو لا يعلم . “سير أعلام النبلاء” (11/33).
وقال الشيخ ابن عثيمين في “فتاوى نور على الدرب” (علوم القرآن والتفسير/الإنصات عند استماع القرآن):
” لهذا نقول للمرأة التي تشتغل بأعمال البيت وبغيرها: كالخياطة ونحوها: لا تقرأ القرآن في حال انشغالها، بل تتفرغ إذا أرادت قراءة القرآن لتتدبر معنى كلام الله عزّ وجلّ، فإذا كانت تحبّ أن تستغل وقتها بما يقرّب إلى الله بالإضافة إلى القيام بعمل البيت، فلديها ذكر الله عزّ وجلّ، تذكر الله، تحمد الله، تسبّح الله، تكبّر الله، تستغفر الله، فإن هذه الأذكار يحضر القلب فيها عند ذكرها في حال العمل؛ لأن كل كلمة تمثل معنى مستقلاً، فتجد الإنسان يستحضر المعنى لهذه الكلمات – أعني: التسبيح والتحميد والتكبير والاستغفار – ولو كان يعمل ” انتهى باختصار.