في مفردات الراغب الأصفهاني أن المكر هو صرف الغير عما يَقصِده بحيلة، وذلك ضرْبان، مكر محمود، وذلك أن يُتَحَرى بذلك فعل جميل، وعلى ذلك قال (واللهُ خَيْرُ الماكِرِينَ)، ومذموم، وهو أن يُتَحَرى به فعل قبيح، قال تعالى: (ولا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّئُ إلاَّ بِأَهْلِهِ) (سورة فاطر : 43) وقال تعالى: (وإذْ يَمْكُرُ بِكَ الذينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أوْ يَقْتُلُوكَ أوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ واللهُ خَيْرُ الماكِرِينَ) (سورة الأنفال : 30) وقال تعالى: (فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أنّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أجْمَعِينَ) (سورة النمل : 51) وقال في المحمود والمذموم: (وَمَكَرُوا مَكْرًا ومَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) (سورة آل عمران : 54) . ومن دعاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ “اللهم امْكُرْ لِي ولا تَمْكُرْ عليَّ” يعني أن كفار بني إسرائيل دبَّروا حيلة لقتل سيدنا عيسى ـ عليه السلام ـ ودبَّر الله أمرًا آخر لحمايته فألْقَى شَبَهَ عيسى على غيره، ورَفَع عيسى إليه، والله خير من يُدَبِّر الأمور ولا يَغلِبه أحد.
هذا ما نقلته عن مفردات الأصفهاني بتصرف بسيط في تكميل بعض الآيات، . ومن هنا نعرف أن المكر هو التدبير، فإن كان في شر فهو مذموم، وإن كان في خير فهو محمود.