قال المفسّرون إن لفظ “لا” والمعنى ما منَعك أن تسجُد، كما جاء في موضع آخر (ما مَنَعَك أن تسجد لمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) (سورة ص : 75) واستشهد القرطبي على زيادة “لا” بقول الشاعر:
أبَى جُودُه لا البُخْلَ فاسْتَعْجَلَتْ بِهِ نِعِمْ مَنْ فَتًى لا يَمْنَعُ الجُودَ نَائِلُه
والمعنى أبى جود البخل. فزاد “لا” . وقيل: ليست زائدة، فإن المنع فيه طرف من القَول والدعاء، فكأنه قال: من قال لك ألا تسجُدَ؟ أو من دعاك إلى ألا تسجُد؟ كما تقول: قد قلت لك ألا تفعل كذا . وقيل: في الكلام حذف، والتقدير: ما منَعك من الطاعة وأحوجَك إلى ألاَّ تسجُدَ. انتهى.
هكذا خرَّجوا اللفظ على المعنى الصحيح، ولو حذفت “لا” لكان المعنى واضحًا، كما حذفت في سورة “ص” لكنَّ تواتُر القرآن بالتلقِّي عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه “لا” في هذه الآية . ولو كان القرآن عُرضة لحذف شيء من نصٍّ ليلتئم ويتَّفق مع نص آخر لحذفوا هذا الحرف الزائد، ولكن أبقَوا عليه كما أُنزل وحاولوا ـ على قواعد اللغة العربيّة التي نزل بها ـ أن يُوفِّقوا بينه وبين النصوص الأخرى، وهو دليل على حرص الصحابة والتابعين ومن بعدهم على نقل القرآن الكريم كما تلقَّوه عن الرسول صلّى الله عليه وسلَّم.