التحصينات الشرعية من السحر :

1ـ تحقيق التوحيد الخالص لله تعالى : وذلك بأقسامه الثلاثة ، توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات .

الإخلاص : فتحقيق الإخلاص هو سبيل الخلاص من الشيطان باعترافه هو حيث يقول الله تعالى على لسانه : {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ {39} إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ {40} .  ( الحجر )

والمخلص هو الذي يبتغي بعمله وجه الله فقط ولاينتظر محمدة الناس له على مايفعل بل هو يخفي جميع أعماله مااستطاع إلى ذلك سبيلاً .

3ـ التزام الجماعة : فالتزام الجماعة يرضي الرحمن ويطرد الشيطان فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد ” ( 1 ).

فإن أردت أن تسافر سفراً طويلاً فاصطحب معك غيرك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب ” .( 2 )

ومن التحصينات الشرعية من السحر :

4ـ المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة لاسيما صلاة الفجر : قال الله تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ {238} . ( البقرة )

5ـ الاعتصام بالكتاب والسنة :

فإن من أعظم سبل الحماية من الشيطان الالتزام بالكتاب والسنة علماً وعملاً .وذلك لأن الكتاب والسنة جاءا بالصراط المستقيم ، والشيطان يعمل جاهداً ليل نهار لكي يخرج العبد عن هذا الصراط المستقيم . فقد روى أحمد والنسائي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس ذات مرة مع أصحابه وخط خطاً بيده ثم قال : ” هذا سبيل الله مستقيما ” وخط عن يمينه وشماله ثم قال : هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه ثم قرأ : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {153} .  ( الأنعام ) ( 1 )

فمتى التزم العبد بكتاب الله وسنة رسوله علماً وعمــــلاً فإن الشيطان لايستطيع أن يغويه أو يضره في شىء .

قال ابن الجوزي ـ رحمه الله ـ في تلبيس إبليس بعد أن ساق الإسناد إلى الأعمش قال يعني الأعمش : ” حدثنا رجل كان يكلم الجن قال : ليس علينا أشد ممن يتبع السنة ، وأماأصحاب الأهواء فإنا نلعب بهم لعبا “.( 1 )

6ـ تقوى الله تعالى :

فلتقوى الله تعالى ومراقبته في كل كبيرة وصغيرة واستشعار معية الرب سبحانه وتعالى أثر كبير في تفريج الكربات ودفع الشرور ورفعها عن العبد ، فالعبد كلما اتقى الله تعالى وراقبه في السر والعلن رفع الله عنه البلاء والشرور بإذنه سبحانه وتعالى .

قال الله تعالى : { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً {2} . ( الطلاق )

وقال أيضاً : { وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ {18} . ( فصلت )

التوبة النصوح والتخلص من الإثم :

يقــــول الله تعــالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ  وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {30} . ( الشورى )

فإن كثيراً من الشرور التي تقع إنما تكون بسبب الذنوب والمعاصي وبسبب ظلم العبد .

فمتى تاب العبد إلى الله وأنــاب إليه وتخلــص من الإثــــم فإن ذلك إن شاء الله سيكون سبباً في استبـدال همه فرجا وبلائه عافية .

قال الله تعـــــالى : {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {31} .  ( النور )

8ـ بذل الصدقات وصنع المعروف والقيام بحاجات الناس.

9- أكل سبع تمراتٍ على الرِّيق صباحاً إِذا أمكن، لقوله عليه الصلاة والسلام: “من اصطبح بسبع تمرات عجوةً لم يضُرُّهُ ذلك اليوم سُمٌّ ولا سحرٌ”[1]والأكمل أن يكون من تمر المدينة ممَّا بين الحرَّتين كما في رواية مسلم، ويرى سماحة شيخنا العلاَّمة عبد العزيز بن عبد الله ابن بازٍ أنَّ جميع تمر المدينة توجد فيه هذه الصفة لقوله صلى الله عليه وسلم: “من أكل سبع تمرات ممَّا بين لابتيها حين يصبح …” الحديث. [2]

كما يرى أنَّ ذلك يُرجى لمن أكل سبع تمراتٍ من غير تمر المدينة مُطلقاً.

( 1 )رواه الترمذي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه ( 4/465ح2165 ) .

( 2 )رواه أبوداود والترمذي بسند حسن ، أبوداود (3/36 ) الترمذي ( 3/110 ) .

( 1 )رواه أحمد والحاكم والنسائي وقال الحاكم صحيح الإسناد ( 2/318 ) .

( 1 )تلبيس إبليس ( ص39 ) .

[1] – رواه الشيخان من حديث سعد، اللؤلؤ والمرجان (رقم الجزء: (1/649)

[2] – مسلم من حديث سعد (2047)