وردَ لفظ الطّاغوت في القرآن ثماني مرات: في سورة البقرة: الآيتان: 256 ، 257 وفي سورة النساء: الآيات: 51 ، 60 ، 76 ، وفي سورة المائدة: الآية: 60 ، وفي سورة النحل: الآية 36 ، وفي سورة الزمر: الآية: 17 .
قال الرّاغب الأصفهاني في مفردات القرآن: الطاغوت عِبارة عن كل متعدّ وكل معبود من دون الله، ويستعمل في الواحد والجمع ، ولما تقدّم سُمِّيَ الساحِرُ والكاهن والمارِد والجن والصارف عن طريق الخير طاغوتًا. انتهى .
ولو تتبعنا تفسير الآيات المُشار إليها في مواضِعها ما رأيناها تخرج عن ذلك، جاء في تفسير الجلالين في الآية الأولى:(فمن يَكفُرْ بالطاغوتِ ويؤمِنُ بِاللهِ)، والثانية: ( والذينَ كَفَرُوا أولياؤُهُمُ الطّاغُوتُ ) أن الطاغوت هو الأصنام أو الشيطان، وفي الآية الثالثة ( يُؤمِنونَ بالجِبت والطّاغوتِ ) أن الجِبت والطاغوت صَنمانِ لقُريش. وفي الآية الرابعة ( يُريدونَ أن يَتحاكَموا إلى الطّاغُوتِ ) أنّه كثير الطّغيان وهو كعب بن الأشرف. وفي الخامسة( يُقاتِلونَ فِي سَبيلِ الطّاغُوتِ) أنّه الشَّيْطانُ، وفي السادسة( وعَبَدَ الطّاغوت) أنّهُ الشّيطانُ، وفي السابعة ( واجْتَنِبُوا الطّاغوتَ ) أنّه الأوثان، وفي الثامنة (والذِينَ اجْتَنَبُوا الطّاغُوتَ) أنّه الأوثان أيضًا.
ويظهر معنى الطاغوت فيما يُعبد من دون الله من أصنام ومخلوقات أخرى إذا ذكر معه الإيمان وعبادة الله والكفر بالطاغوت. وهو يُطلَق على الباطل مطلقًا ممّن يعقل وما لا يعقل، فإذا عبد من دون الله أو مع الله فذلك كُفر أو شرك، وإذا فُتِنَ به دون عبادة له كان عِصيانًا وفُسوقًا، كالذي يفتِنه الشيطانُ أو السُّلطان أو المال أو الذّهب أو المرأة أو غير ذلك، فتنةً تُلهيه عن الواجب وتُغريه بالسّوء، وقد يُطلق عليه أنّه يعبده أي يحبُّه حبًّا شديدًا ويُطيعه طاعة العبد لسيده، ومنه حديث ” تَعِسَ عَبْدُ الدِّينارِ والدِّرْهَمِ ” رواه البخاري ” يراجع كتاب بيان للناس من الأزهر الشريف ـ ج1 ص176 ” .