يقول الله تعالى: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُم سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَلَكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) (سورة فاطر: 32) المراد بالكتاب جِنسه وهو الكُتب المُنَزَّلة كالتوراة والإنجيل، وقيل: إن المراد بالكتاب القرآن، فلفظ “ال” إما للجنس وإما للعهد.

والمُصْطَفَون من العباد الذين وَرِثوا الكتب السابقة قيل: هم الأنبياء الذين نزلت عليهم هذه الكتب أو أمروا باتباعها، لكن هذا يتنافى مع تقسيم العباد، حيث جعل منهم الظالم لنفسه وهو الكافر الذي لم يُؤمن، أو العاصي، والأنبياء مُنَزَّهون عن الكُفْر والعصيان.

وقيل: هم عامة الناس الذين نزلت الكتب إليهم، ويمكن أن يُقَسَّموا إلى ظالمين لأنفسهم، وَمُقْتَصِدين، وسابقين بالخيرات.

وإذا كانت “ال” للعهد ويُراد بالكتاب القرآن الكريم. الذي هو جامع للأصول الموجودة في الكتب السابقة فالمصطفون من العباد هم أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذين آمنوا به، والظالم لنفسه هو المؤمن العاصي الذي زادت سيئاته على حسناته، والمُقتصد هو المؤمن الذي استوت حسناته وسيئاته، والسابق بالخيرات وهو الذي زادت حسناته على سيئاته.

هذا بعض ما قيل في تفسير الآية، وهناك أقوالٌ أخرى يُرجع إليها في كتب التفسير.