قال بعض المُفسِّرين: لمّا ذكرَ الله “الرحمن” ذَكَرَ صفة من صفاته لها فضل كبير على المسلمين وهي القرآن، ثم ذكر بعد ذلك مظاهر قدرته العامّة للمسلمين وغيرهم، فبدأ بخلق الإنسان وتعليمه النُّطق والإفصاح عمّا يريد، ونصب الدلائل التي يستدلُّ بها على وجود الله ووجوب عبادتِه وحده.

وعند معرفة سبب النزول نعرف لماذا قَرَن الله تعليمَ القرآن باسمه الرحمن، فالسورة نزلت جَوابًا لأهل مكّة حين قالوا: وما الرّحمن؟ وحكى القرآن ذلك في قوله تعالى: (وإذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا للرَّحمَنِ قَالُوا وما الرّحْمنُ أنَسْجُدُ لما تأمرُنا وزادَهم نُفورًا) (سورة الفرقان : 60) وحين قالوا: إنما يعلِّمه بشرٌ، وكانوا يؤمنون برحمن اليمامة وهو مُسيْلِمة الكذّاب، فذكر أن الذي أنزل القرآن على محمد هو الرحمن المعبود بحقٍّ. “راجع تفسير القرطبي“.