المتقدمون من علماء التجويد يرون أن إتقان جميع أحكام التجويد من الأمور الواجبة التي يأثم تاركها مهما خفيت، ولكن المتأخرين رأوا في ذلك حرجا عظيما، ولذلك قرروا أن على المسلم إذا أراد أن يقرأ القرآن أو يحفظه أن يتعلم أحكام التجويد وأصوله لأن تعلم ذلك عليه واجب، ومن فرط فيه وهو قادر على تعلمه أثم إذا أدى ذلك إلى اللحن الجلي، أما إذا كان لحنه خفياً فلا يصل إلى حد التحريم على ما ذهب إليه المتأخرون من علماء التجويد.

وقد ندب النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى تعلم أحكام القرآن فقال :” الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين ” رواه الشيخان من حديث عائشة.

والذي يقرأ دون تعلم لا يتتعتع؛ لأنه يقرأ منطلقا أصاب أم لم يصب وهو لا يشعر ، أما المتتعتع فهو ذلك الذي يتعلم على يد شيخ ، ويتعب في تطبيق ما يتعلمه.

وما ينبغي لأهل مسجد أن يجعلوا عليهم إماما راتبا وهو لا يحسن التلاوة إلا إذا كان أهل المسجد كلهم مثله أو أقل منه. وإذا أخطأ الإمام خطأ يحيل المعنى في الفاتحة فقد بطلت صلاته وصلاة من خلفه.

ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز- رحمه الله- في رد على جواب لامرأة سألته عن حكم تلاوة القرآن دون تجويد:-

يشرع للمؤمن أن يجتهد في القراءة ، ويتحرى الصواب ، ويقرأ على من هو أعلم منه حتى يستفيد ويستدرك أخطاءه . وهو مأجور ومثاب وله أجره مرتين إذا اجتهد وتحرى الحق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الماهر في القرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجره مرتين متفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها ، وهذا لفظ مسلم .