لا مانِع من إطلاق أسماء بعض الناس على المساجد، وهذا الإطلاق قد يكون مِن غَير مَنْ بنى المسجد، وذلك لتخليد اسم شخص عالم أو حاكم أو مُصلِح، وقد يكون هو الذي بنى المسجد وميّزه باسمه.
أما تخليد أسماء بعض الناس بنسبة المساجد إليهم فلا مانع منه إذا كان هذا الشخص يستحِق ذلك، وإذا كانت نية من قاموا بهذا العمل حسنة.
وأما كتابة باني المساجد اسمه عليه فيرجع فيه أيضا إلى نيّته، فإن كان لمجرّد تمييزه من غيره وسهولة الاستدلال عليه أو عمل الإجراءات اللازمة له فلا مانع، وإن كان للفخر والرِّياء فممنوع، والنصوص في وجوب الإخلاص لله وتحريم الرياء كثيرة، والحديث معروف “إنّما الأعمالُ بالنِّيّات”.
وإذا كان القصد من إطلاق اسم باني المسجد عليه إثارة الحماس في نفوس الأغنياء أن يُقيموا منشأة دينيّة مثله فربّما يكون أهلاً للتقدير والاحترام، والله ـ سبحانه ـ هو الذي يقدّر نِيّته، على غِرار ما كان من تنافَس الصّحابة في تمويل غزوة العُسْرة، ومحاولة بعضِهم أن يكون نَصيبه فيها أكثرَ، ومدح الرسول لعثمان الذي قدّم كثيرًا، والله يقول في مثل هذه الظروف (إِنْ تُبْدُوا الصّدَقاتِ فَنِعِمّا هِيَ وإنْ تُخْفوهَا وتُؤتُوها الفُقراءَ فَهُو خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة : 271).
ولا صلة لنسبة المسجد لبعض الناس بقوله تعالى: (وأنّ المَساجِدَ للهِ) فالمعنى أن المساجد بيوت الله لا يُعبد فيها سواه كما كان يَعبد المشركون الأصنام في مسجد مكّة، وهو بيت الله سبحانه.