يقول الدكتور السيد صقر – رحمه الله تعالى – :

اختلف الفقهاء في وقت انتهاء الحيض أو كيفية معرفة انتهائه، أي أنهم اختلفوا في الإفرازات بعد الدم ، ولذلك اختلفت الفتاوى في هذه الإفرازات الملونة، فالبعض اعتبرها في حكم الدم واستمرار للحيض، والبعض اعتبرها ليست من الدم وأن الدم إذا انقطع تماما فقد انقطع الحيض وانتهى.

والدكتور يوسف القرضاوي ـ حفظه الله ـ يرجح أن الحيض ينتهي بانتهاء الدم وانقطاعه تماما، وأن الصفرة والكدرة بعد الحيض لا تعد من الحيض، فإذا ظهر الطهر بأن تضع المرأة قطنة أو خرقة بيضاء في مخرج الدم من داخل المهبل عند باب الرحم ـ أي: تحشر في الداخل ـفتخرج بيضاء كما هي، وسواء كان عليها سائل شفاف أو أبيض لزج أو رقيق، أو لم يكن عليها شيء منه، إذا خرجت كذلك فقد طهرت المرأة من الحيض، ولا يؤثر ما يخرج منها  بعد ذلك من صفرة أو كدرة، وخاصة القطرة أو القطرات اليسيرة والتي تنزل بعد يوم أو يومين.

فعلى المرأة الحائض أن تنظر اليوم الذي اعتادت أن ينتهي عنده نزول الدم منها، اليوم الثالث لمن اعتادت الحيض ثلاثة أيام، أو الخامس أو السابع ، حسب عادتها، في هذا اليوم تتفقد الدم في وقت كل صلاة على الأكثر، أو عندما تظن أن الدم انقطع، فإذا وجدت الدم انتهى فلتضع خرقة بيضاء أو قطنة في مخرج الدم فإن خرجت بيضاء لم يتغير لونها من الدم فقد طهرت ولتغتسل وتصلي ويحل لزوجها جماعها، ولا عبرة لما تراه بعد ذلك ويخرج من الكدرة والصفرة على الراجح من أقوال العلماء.
وأما إذا رأت القطنة متغيرة اللون فالحيض لم ينته بعد، وعليها أن تنتظر حتى ترى القصة البيضاء.

فالدكتور القرضاوي رجح أن الكدرة والصفرة بعد القصة ليست من الحيض، ولكن هذا إذا كان الدم ينقطع تماما وترى المرأة القصة البيضاء  ثم تنزل إفرازات بعد يوم أو أكثر، والقصة البيضاء أن تدخل قطنة أو قماشة بيضاء في مخرج الدم ثم تخرج بيضاء لا  يتغير لونها من أثر ما في المخرج، كما وضحنا.

أي أنه إذا كان الدم لا ينقطع إلا ساعة، فتنزل الإفرازات بعده قريبة من نزول الدم ، بحيث إنك لو أدخلت قطنة أو قماشة بيضاء في مخرج الدم لما خرجت بيضاء بل تغير لونها من أثر ما في المخرج، ففي هذه الحالة لا يحكم بانتهاء الحيض عند أحد من الفقهاء، إنما يحكم بانتهائه عند البعض إذا خرجت القصة بيضاء وانتهى أثر الحيض تماما ، فإذا خرجت إفرازات بعد ذلك فقد اختلفوا فيها ، والدكتور القرضاوي رحج أنها ليست من الحيض ، وخاصة إذا كانت تأتي بعد نتقطاع الدم بيوم أو أكثر، كما يحدث لكثير من النساء.

حيث يرى الفقهاء أن الطهر من الحيض يتحقق إما بالتأكد من انقطاع الدم، أو رؤية القصة البيضاء.
وقد جاء في الموسوعة الفقهية الصادرة عن وزارة الأوقاف بالكويت:
– الطهر من الحيض يتحقق بأحد أمرين :
– إما انقطاع الدم ، أو رؤية القصة.
والمقصود بانقطاع الدم الجفاف بحيث تخرج الخرقة غير الملوثة بدم ، أو كدرة ، أو صفرة . فتكون جافة من كل ذلك ، ولا يضر بللها بغير ذلك من رطوبة الفرج، والقصة ماء أبيض يخرج من فرج المرأة يأتي في آخر الحيض، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها عنها : لما كانت النساء يبعثن إليها بالدرجة ( اللفافة ) فيها الكرسف ( القطن ) فيه الصفرة من دم الحيض : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء . (انتهى).