حكم علاج النساء عند طبيب رجل :

الأصل أن لا يتم كشف المرأة عند طبيب رجل ، اللهم إلا لضرورة، بأن لم توجد امرأة مسلمة ولا غير مسلمة ، أو وجدت ولكن لم يكن لديها القدرات الضرورية اللازمة لحالة المرأة المريضة.

وعلى هذا ونظرا للواقع والتجربة فإن أكثر طبيبات  النساء لا يتميزن بالمهارة الكافية ، مما يضطر كثيرا من النساء للذهاب إلى طبيب ذكر في نهاية الأمر بعد تجربة شبه فاشلة مع الطبيبة المرأة، ويترتب على هذا حاجة النساء إلى طبيب ماهر في كثير من أمور طب النساء والتوليد، ولهذا يجوز للرجل أن يتخصص في طب النساء ويعمل فيه  إذا رأى أن النساء المسلمات في حاجة إليه ، فهو خير من الطبيب غير المسلم، ولكن عليه أن يراعي الله تعالى في مهنته ، فإذا اضطرت امرأة للذهاب إليه في مسائل لا تسعفها فيها الطبيبة المرأة، فعليه أن يراعي شروط الكشف عليها ، من وجود محرم معها وعدم الخلوة بها أيا كان الأمر، والاقتصار على كشف الجزء اللازم والضروري للعلاج ، وكذلك الاقتصار على مس ما يلزم مسة وبقدر الضرورة العلاجية دون توسع، وعليه أن يستعين في تطبيبه النساء بامرأة تساعده فيما يمكن أن تغنيه عن مباشرته من أمر المريضة، وتجهز له وضع المريضة للكشف  والمداواة ، وما إلى ذلك.

شروط العلاج عند طبيب رجل :

يقول فضيلة الشيخ إبراهيم جلهوم :
مداواة المرأة المسلمة ومعالجتها وتوليدها وإجراء عملية جراحية لها واجب شرعًا أن تكون على يد امرأة مثلها، سواء أكانت المعالجة مسلمة أو غير مسلمة، إلا أن الطبيبة المسلمة تقدم على غير المسلمة في علاج المسلمات، فإن لم تتيسر الطبيبة المسلمة ولم يوجد لعلاج المسلمة إلا غير مسلمة أو مسلم فالظاهر أن الطبيبة غير المسلمة. تقدم على الطبيب المسلم لأن نظرها ومسها أخف من الرجل، فإن لم توجد الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء، فليكن العلاج على يد طبيب مسلم. فهو يقدم على غيره بشروط :
أولاً: أن يكون مسلمًا أمينًا.
ثانيًا: أن يكون العلاج بحضور زوج أو محرم أو امرأة ثقة.
ثالثًا: أن يؤمن الافتتان.
رابعًا: ألا يكشف الطبيب المعالج عن بدن المريضة إلا قدر الحاجة المطلوبة لمعالجتها.
خامسًا: ألا ينظر إلا إلى موضع الداء والألم ليعالجه.

واشتراط فقهاء الإسلام ذلك. وتقديمهم المرأة في معالجة بنات جنسها. فإن لم توجد فالمسلم مقدم على غيره، بشرط أن يكون عدلاً أمينًا، فإنه يقدم على المسلم الذي افتقد العدالة والأمانة كل ذلك لصيانة المرأة والحفاظ على مروءتها وكرامتها وعفتها ووقارها، فإن شرعنا الحنيف يولي المرأة عناية خاصة، فبمقدار سياجتها بالأخلاق والحياء يكون عطاؤها وأداؤها المتميز في بناء الأسر والعائلات متماسكة قوية نزيهة عفيفة مهذبة نقية. (انتهى).