يقول الأستاذ الدكتور عبد الفتاح إدريس:

إن كان تكرار الحمل يضر بالمرأة ضررًا بينًا، ويعرض صحتها أو حياتها للخطر، فلها أن تتخذ من الوسائل ما تمنع به تحقق الحمل، أو ما تؤخر به تأخر الإنجاب، سواء كان هذا بطريقة ربط المبايض أو ربط القناة، أو ما شاكل ذلك، والذي يقرر إضرار الحمل بالمرأة على هذا النحو ينبغي أن يكون طبيبًا حاذقًا بالطب، عدلاً، ثقة، مأمونًا، وقد اشترط بعض الفقهاء في مثل هذا الطبيب أن يكون مسلمًا كذلك.

ولهذا فإذا نصح هذا الطبيب المرأة بتأخير الإنجاب، أو عدمه لخطورته على صحتها أو حياتها، فلها أن تتخذ من الوسائل ما يحقق الحفاظ على صحتها وحياتها، وذلك لأن حفظ النفس من المقاصد الضرورية للشارع، وكل وسيلة تؤدي إليه فهي مثله، لأن ما لا يتأتى الواجب إلا به فهو واجب، والوسائل تأخذ حكم غاياتها.